[كتابه إلى العسكر]

  وكتب كتابا فرّقه إلى جميع العسكر يشكو فيه أهل بيته ويذكر فيه أحوالهم، نسخته:

  ﷽ كتابي يا إخوتي - أسأل اللّه حفظكم، ودفاع السوء عنكم، بمنه وكرمه - من صنعاء عن حال سلامة، ونعم تامة، والحمد للّه ولي الدنيا والآخرة، وإياه نسأل العفو والمغفرة، السلام عليكم، سلّم اللّه أنفسكم وخاطركم عن النوائب وحرسكم، قد علم اللّه شكري لكم واعتدادي بكم، إذ أنتم الأخوة الأوداد، والشيعة الأمجاد، أهل المذاهب الرضية، والأفعال الأريحية، ولما كنتم عندي بالمحل الذي لا يحله غيركم، ولا ينزله سواكم، رأيت تعريفكم لما أنا عليه من كافة الأحوال، لمشاركتكم في كافة الخصال.

  لستم أعزكم اللّه تجهلون حالي، ولا كيف كان سبيل مدخلي مع أهل هذا الزمان، أنتم تعلمون أعزكم اللّه أني أقمت نيفا وعشرين سنة معتزلا في رأس جبل، وأهل اليمن يختلفون إلي عاما بعد عام، ويسألوني مع ذلك القيام، فلم أسعفهم على مسألتهم لا جاهلا لما في ذلك من الثواب، ولا زاهدا في طاعة رب الأرباب، ولكن لعلمي بأهل زماني، وما هم عليه من كثرة الإدغال، والميل إلى المحال، فلما ساقتني الضرورات، ولزمني الحق بقطيعة القرابات، ذكرتكم وعولت على ما كان من الاتصال بيني وبينكم، وكان منا جميعا ما علمتم، والآن أدام اللّه سلامتكم فقد علمت ما لحق الناس من