[كتابه إلى قبيلة وادعة وبكيل]
[كتابه إلى قبيلة وادعة وبكيل]
  ﷽ الحمد للّه، وإليه نشتكي وإلى أوليائه ما قد نزل بنا، وما قد دفعنا إليه من خذل أهل دهرنا، وإجماعهم معا علينا مع سفهاء قومنا، ومن مكاره البغي علينا، اللهم {افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ ٨٩}[الأعراف: ٨٩].
  معاشر همدان الحاضر منها والبادي، إننا لم نخرج من أوطاننا، ونبعد من قومنا، إلا بأسبابكم، ولم تبن لنا المكاره إذ صرنا بين ظهرانيكم إلا بأيديكم، فبما ذا تعتذرون فينا إلى خالقكم إذا سألكم عنا غدا ولم تجدوا من جوابه بدا؟! أبينوا بذلك ما دامت أبدانكم سالمة، وألسنتكم متكلمة، أاللّه أمركم بهذا أم على اللّه تفترون؟! إنه ليس من أمة هلكت إلا بتكذيب من دعاها، وخذلان من هداها، فاتقوا اللّه وراقبوه، وتوبوا إلى اللّه واستغفروه.
  وبعد: يا رجال بكيل ووادعة، ومن فيه بعد البقية والمنعة، فإنه قد كان من خذلان عشائركم لنا ما قد بلغكم، إذ قمنا في ذمتنا وقد أثموا فيما(١) قد عملوا، بأن عاملوا على ولدي هذا القاطع الفاجر الزيدي، لا زاد اللّه في عمره، حتى قبضه وأخاه وابن عمه أخا له(٢) طفلا صغيرا، كان زائرا لهم،
(١) في السيرة: أتموا ما. ولعل الصواب ما أثبت.
(٢) في السيرة: أخا لا. ولعل الصواب ما أثبت.