باب تفسير معنى الكبير ومخرج ذلك في اللطيف الخبير
  بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ٧}[المجادلة]، ولو كان كما يقول الضالون، ويصفه به المشبهون لبطل ما قال في القرآن من أنه جل وعز بكل مكان.
باب تفسير معنى الكبير ومخرج ذلك في اللطيف الخبير
  معنى الكبير: فهو الباين عن مشابهة المخلوقات، القديم الأزلي الذي لا تنقصه الساعات، الأول الذي لا تراه العيون ولا تعروه السنات، ولا تستتر منه غوامض أسرار القلوب المحجوبات، ولا تحيط به الأقطار ولا تشتبه عليه اللغات، الذي هو من تخوم الأرضين كهو من أعالي السموات، وكذلك القول في معنى قوله: «الجليل»، فتبارك من لا إله غيره ولا شيء يشبهه المصور لكل صورة من خلقه، المقدر الذي لا يكون فعل كفعله.
باب تفسير(١) معنى: إن الله بكل مكان
  إن سأل سائل مسترشد أو متعنت فقال: ما معنى قوكم إن الله بكل مكان، تبارك ذو المن والإحسان؟
  قلنا له: معنى قولنا ذلك في ربنا، إنما نريد أنه [هو(٢)] الشاهد لنا غير الغايب عنا، لا يغيب عن الأشياء، ولا يغيب عنه شيء قرب أو نأى، وهو الله الواحد الجليل الأعلى؛ لأن من غاب عن الأشياء كان في عزلة منها والعزلة فموجدة(٣) للحد والتحديد، ومن غابت عنه المعلومات، كان من أمرها في أجهل الجهالات، وكانت عنه عازبة غايبة، والله سبحانه فلا تخفى عليه خافية، سراً كانت ولا علانية، فعلى ذلك يخرج قولنا إن الله بكل مكان، نريد أنه العالم الشاهد لكل شأن.
باب تفسير معنى: أين الله(٤)
  إن سأل سائل: فقال أين الله؟
  قيل له: مسألتك تحتمل وجهين، وتنصرف في اللغة على معنيين، أحدهما:
(١) في (أ، د) زيادة: قول الموحدين.
(٢) غير ثابت في (أ).
(٣) فموجبة. (هامش أ).
(٤) العنوان في (أ، د): باب الرد على من زعم أن الله ø ممازج للأشياء حال فيها.