مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومعنى مخرج النفس في الله في اللغة والبيان وما يدور بين العرب في قيم اللسان

صفحة 134 - الجزء 1

  فقال: ما فضحتم أباكم، وإنما أراد: فضحتم أباكم، فأتى بـ (ما) صلة لغير معنى.

  وقال الله ذو الجبروت والإنعام يحكي عن نبيه عيسى # في قوله: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ١١٦}⁣[المائدة]، يعني صلى الله عليه: تعلم غيب أمري وعلانيتي وسري، ولا أعلم ما غاب من فعلك ولا أطلع إلا على ما أطلعتني عليه من وحيك، فهذا معنى ما عنه سألت، لا ما إليه من فاحش القول ذهبت في الله رب الأرباب، ومسبب ما يشاء من الأسباب، بل كيف يزعم المشبهون، ويقول على الله المبطلون: إن الله جسم وصورة، وإن فيما ذكروا من الصورة له نفساً تجول فيه من مكان إلى مكان، وقد يسمعون ويرون ما يقول الرحمن الرحيم [فيما نزل على نبيئه من الوحي الكريم⁣(⁣١)]، حين يقول عن أن يحويه قول أو يناله: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}⁣[الأنبياء: ٣٥]، فماذا يقولون لو كانت نفساً كما يزعمون؟! تعالى عن ذلك الرحمن، وتقدس ذو العرش والبرهان - أتموت وتفوت؟ أم لا تموت ولا تفوت؟

  فإن قالوا: تموت، كفروا ومن الإسلام خرجوا، وعند أنفسهم فضلاً عن غيرهم من أضدادهم ومناظريهم افتضحوا. وإن قالوا: لا تموت ولا تفوت، قيل لهم: من أين قلتم ذلك، وكان عندكم كذلك؟ وقد تسمعون ما حتم به الرحمن على كل نفس في القرآن، ولم يستثن في ذلك نفساً له ولا لغيره، كما استثنى في غير ذلك من قوله: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}⁣[القصص: ٨٨]، وقوله: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ٢٦ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ٢٧}⁣[الرحمن]، واستثنى عند


= وشعرائهم، اشتهر وساد في الجاهلية، وفد على النبي ÷ في وفد تميم سنة ٩ هـ، فأسلم واستعمله النبي ÷ على صدقات قومه. (بتصرف من معجم رجال الاعتبار وسلوة العارفين، والجدال الصغرى).

(١) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).