باب تفسير [معنى] قول القائل: (واحد) ومخارجه في اللسان وما ينفى من ذلك عن الرحمن ø
باب تفسير [معنى(١)] قول القائل: (واحد) ومخارجه في اللسان وما ينفى من ذلك عن الرحمن ø
  إن سأل سائل ذو ارتياب، عن الله رب الأرباب فقال المشبه الجاحد: ما معنى قولكم: إن الله واحد؟
  قلنا: إن الواحد يخرج على معان كثيرة، غير معنى ولا معنيين:
  فمنها الواحد في الجماعة والاثنين.
  ومنها النظير من نظيره، والشبه(٢) في الرؤية من شبيهه.
  ومنها الجزء من الأجزاء، والعضو الواحد من الأعضاء المتباينة والمؤتلفة، والمجتمعة والمختلفة، التي بالتئامها يكمل الواحد المصور، وباختلافها ينقص المجعول المقدر، مثل أبعاض الإنسان المختلفة المجتمعة في كل شأن، التي بكمالها يكمل تصويره ويتم، وبنقصانها يزول عنه اسم التمام ويعدم، فهذه أعضاء ذات أعداد، بهن يكمل الواحد ذو الأنداد.
  ومن ذلك فالشيء(٣) المتقلب من الحالة إلى الحالة، [مثل الإنسان وخَلْقِ الله له من السلالة التي خلقها وقدرها من طين، وجَعْلِهِ إياه نطفة في قرار مكين، ثم خلق النطفة علقة، ثم خلق العلقة مضغة، ثم خلق المضغة عظاماً، ثم كسا العظام لحماً، ثم أنشأه خلقاً آخر، فتم بقدرته في الحالات جسماً واحداً، كامل الأدوات وذلك قوله ﷻ عن أن يحويه قول أو يناله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ١٢ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ١٣ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ١٤}[المؤمنون]، والخلق
(١) من (ب، هـ).
(٢) في (أ، ب، هـ): والشبيه.
(٣) في (ب): الشيء.