باب الرد على أهل الزيغ من المشبهين
  وحاطه من كل باطل أو دنس ذميم، ومنعه وحجره عن الشيطان الرجيم؟ كذب العادلون بالله وضلوا ضلالاً بعيداً، وجاروا عن قصد الحق جوراً شديداً.
  تم كتاب المسترشد(١) من أوله إلى آخره، وهو على التقديم والتأخير بحمد الله ومنه، والحمد لله أولاً وآخراً، وصلواته على محمد النبي وعلى أهل بيته الطاهرين
باب الرد على أهل الزيغ من المشبهين
  
  قال يحيى بن الحسين ~ وعلى آبائه الطاهرين: إن سأل مسترشد سائل أو قال متعنت قائل [أو ملحد(٢)]: ماذا يعبد الخلق؟
  قيل له: يعبدون الخالق الذي فطرهم وصورهم وابتدعهم وأوجدهم.
  فإن قال: وأين معبودهم أفي الأرض أم في السماء؟ أم فيما بينهما من الأشياء؟
  قيل له(٣): بل هو فيهما وفيما بينهما، وفوق السماء السابعة العليا، ومن وراء الأرضين السابعة السفلى، لا تحيط به أقطار السموات والأرضين، وهو المحيط بهن وبما فيهن [من المخلوقين(٤)]، فكينونته فيهن ككينونته في غيرهن مما فوقهن وتحتهن، وكينونته فيما فوقهن وتحتهن ككينونته قبل إيجاد ما أوجد من سماواته وأرضه، فهو الأول الموجود من قبل كل موجود، المكوِّن غير مكوَّن، والخالق غير مخلوق، والقديم الأول(٥) الذي لا غاية له ولا نهاية، الذي لم يحدث بعد عدم، ولم تكن لأزليته غاية في القدم، البري من أفعال العباد، المتعالي عن اتخاذ الصواحب والأولاد، المتقدس عن القضاء بالفساد، صادق الوعد والوعيد،
(١) ينظر هذا مع ما في الباب الآتي فإنه قال في آخره: تم كتاب المسترشد، ولعل هذه الفقرة زيادة من الناسخ.
(٢) زيادة من (ب).
(٣) في (ب): لهم.
(٤) زيادة من (ب، هـ).
(٥) في (ب، هـ): الأزلي.