باب ذكر التوحيد
  عليه من سنة رسول الله ÷، فإن قبل ذلك كان له ما لنا وعليه ما علينا، وإن أبى إلا المخالفة للحق، والمعاندة للصواب كان الله حسيبه(١) وولي أمره، والحاكم بيننا وبينه، وهو خير الحاكمين، وقد ذكرنا من كتاب الله ø تحقيق ما قلنا وتصديق ما وصفنا.
باب ذكر التوحيد
  إن الله تبارك وتعالى ذكر التوحيد في كتابه فقال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١ اللَّهُ الصَّمَدُ ٢ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ٣ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}[الإخلاص]، فأخبر [سبحانه(٢)] أنه الواحد الأحد الذي ليس بوالد ولا ولد، وأنه ليس له كفء ولا شبيه في وجه من الوجوه [أحد من خلقه(٣)]، وقال: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ٦٥}[مريم]، يقول: كفواً أو نظيراً، وقال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١١}[الشورى]، وقال: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ١٠٣}[الأنعام]، ولم يقل: في الدنيا دون الآخرة، فنفى عن نفسه درك الأبصار في كل وقت من أوقات الدنيا والآخرة، كما نفى عن نفسه السِّنَة والنوم في الدنيا والآخرة [على كل وجه من الوجوه(٤)] فقال: {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ}[البقرة: ٢٥٥]، كما نفى عن نفسه الظلم في الدنيا والآخرة فقال: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ٤٤}[يونس]، وكما نفى عن نفسه أن يكون له شبيه في الدنيا والآخرة [على كل وجه من الوجوه(٥)] بقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى: ١١]، وقال: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي
(١) في (ب، هـ): حسبه.
(٢) ساقط من (ب، هـ).
(٣) زيادة من (هـ).
(٤) زيادة من (ب).
(٥) ساقط من (ب).