مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

باب ذكر الوعيد

صفحة 198 - الجزء 1

  والدين، وبما تقدم في⁣(⁣١) ذكر المؤمنين وصفاتهم وأسمائهم، وما أوجب الله لهم بأفعالهم علمنا أن من لم يدخل في مثل صفاتهم ويعمل بأعمالهم فليس منهم، ومن لم يكن منهم لم يسم بأسمائهم ولم يوصف بصفاتهم، ولم يعط ثوابهم، ولم يجاورهم في دار كرامة الله التي أعدها لأوليائه وأهل طاعته ومحبته ورضوانه.

  وبذلك يعلم أن من ترك الأعمال الصالحة زال عنه اسم الإيمان والدين، وفيما ذكرنا من قول الله تعالى وحكمه⁣(⁣٢) تكذيب قول المرجئة الذين يزعمون أن الصلاة خلف رسول الله ÷ والحج ودفع الزكاة والجهاد في سبيل الله معه ليس من دين الله، ولا من دين نبيه، ولا دين الإسلام والإيمان، فنعوذ بالله من إفكهم.

باب ذكر الوعيد

  وذكر الله الوعيد في كتابه في أهل الكبائر من الموحدين، وأخبر⁣(⁣٣) أنهم يدخلون النار بأعمالهم الردية فيعذبون بها، ويخلدون فيها أبداً بما قدمت أيديهم وما الله بظلام للعبيد، فقال ø: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ}⁣[النساء: ٩٣]، واللعنة الخلود في جهنم لكل من قتل مؤمناً متعمداً لقتله، مستحلاً لذلك أو محرماً، ولم يخص بالآية جاحداً دون مقر، ولا كافراً دون مؤمن، ولا مستحلاً للقتل دون محرم، ولكنه أجمل الكلام جملة واحدة فهو على جملته، وليس لأحد أن يدعي أنه خاص في بعض القاتلين دون بعض؛ لأن العام لا يكون خاصاً، كما أن الخاص لا يكون عاماً أبداً إلا أن يكون الله هو الذي بين ذلك فيخبر أنه أراد بهذه الآية فريقاً من الناس دون فريق، وأراد بها قوماً دون قوم، فإذا جاءت الآية عامة ولم يبين أنها خاصة فهي على إرسالها وعمومها أبداً.


(١) في (نخ): من.

(٢) في (ج): سقطت واو العطف.

(٣) في (ب، ج، هـ): فأخبر.