شيء من علمه وتواضعه:
  أرادوا ليخفوا قبره عن وليه ... فطيب تراب القبر دل على القبر
ذكر صفة الإمام الهادي إلى الحق (ع):
  كان # أسدياً أنجل العينين، غليظ الساعدين، بعيد ما بين الصدر والمنكبين، خفيف الساقين والعجز كالأسد، وكان في حال حداثته يدخل السوق في أوان البلوغ، وقد امتاروا من موضع فيقول: ما طعامكم؟ فيقال: الحنطة؛ فيدخل يده في الوعاء، فيأخذ منها في كفه ويطحنها في كفه بيده، ثم يخرجه فيقول: هذا دقيق، يري شدته وقوته.
  كان موصوفاً من حال صباه بفضل القوة والشدة والبأس والشجاعة والاشتغال بالعلم والتوفر عليه؛ فأما الزهد والورع فمما لا يحتاج إلى وصفه به لظهور الحال فيه عند الخاص والعام والمخالف والموالف.
  وكان # يأخذ الدينار فيطمس سكته بيده ويمحوها، وكان له على رجل حق فلواه ومطله فحنق عليه فأهوى إلى عمود حديد فلواه في عنقه ثم سواه وأخرج عنقه منه.
شيء من علمه وتواضعه:
  روى السيد أبو طالب # قال: حدثني يوسف بن أحمد بن كخ، قال: حدثني القاضي أبو حامد المروزي، قال: حدثني أبو الحسن الهمداني المعروف بالحروري - وكان رجلاً فقيهاً على مذهب الشافعي، تاجراً يجمع بين الفقه والتجارة - قال: قصدت اليمن في بعض الأوقات وحملت ما أتجر فيه هنالك ابتغاء لرؤية يحيى بن الحسين # لما كان يتصل بنا من آثاره، فلما حصلت بصعدة قلت لمن لقيته من أهلها: كيف أصل إليه ومتى أصل وبمن أتوسل في هذا الباب؟ فقيل لي: الأمر أهون مما تقدِّر، تراه الساعة إذا دخل الجامع للصلاة بالناس؛ فإنه يصلي بالناس الصلوات الخمس كلها.
  فانتظرته حتى خرج للصلاة، فصلى بالناس وصليت خلفه، فلما فرغ من