باب ذكر أهل الكبائر
  وقال: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ}[المائدة: ٣٨]، وقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ٢٣}[النور]، فلم يوجب المغفرة والرحمة إلا بالتوبة والإنابة، وقال: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ...} الآية [النور: ٤]، وقال: {سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ ١٤٥}[الأعراف]، ويقال: إنما النار لكل صاحب كبيرة، [وكل صاحب كبيرة(١)] فهو فاسق، وقال: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ...} الآية [النساء: ١٨].
  فبهذه الآيات ونحوها علمنا أن كل من أصاب كبيرة [فهو](٢) فاسق فاجر عدو لله، وأنه إذا مات مصراً عليها غير نادم ولا مستغفر فإنه من أهل النار خالداً مخلداً فيها، لا يخرج أبداً منها ولا راحة له فيها، فهي أبداً مثواه جزاءً بما كسبت يداه.
باب ذكر أهل الكبائر
  وذكر الله براءة أهل الكبائر من الكفر وبين أنهم ليسوا بكفار فقال ø: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ١}[الأنعام]، فأخبر أن الكفار بربهم يعدلون، وأهل الكبائر لا يعدلون بالله إلهاً آخر، وقال [تعالى(٣)]: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ١ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ٢ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ٣}[الكافرون]، وقال: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ ١٠}[غافر]، ... إلى قوله تعالى: {فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ ١١ ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ} ... إلى قوله: {فَالْحُكْمُ
(١) ما بين المعقوفين ساقط من (ب، هـ).
(٢) زيادة من (هـ).
(٣) زيادة من (ب).