[حكم من لم تبلغه الرسل]
  وأقر بجميع ما يأتي به النبي ÷ [من عند الله(١)]، وأنه الحق، وضمن أداء جميع ما فرض الله عليه - فهو يعد مؤمن مسلم، فإن جحد [شيئاً من تلك الأصول المنصوص عليها(٢)]، أو شك فيه(٣) بعد قيام الحجة عليه، فقد نقض جملته، وصار بذلك من الكافرين.
  ومن العلم بدين الله عندنا معرفة النبي ÷، معرفة من هو، وممن هو، وأنه لا نبي بعده، وأنه لم يكن يعلم الغيب ولا ينتحله أحد [دون الله(٤)] بعده. وأن القرآن كتاب الله، وأنه أخبر فيه أن حجته بالغة، وأنها عند جميع الناس في لغاتهم معروفة، وأن أنبياء الله لم تزل تحتج بها وتقر أنها من خالقها، وأنهم جميعاً جاءوا بالبينات والآيات وهن الحجج، وأن تلك الحجج ميراث الأنبياء يورثونها أتباعهم.
  وأن الله أبان رسله بالأعلام والدلالة التي لا يقدر الخلق عليها، ولا تكون إلا من فعل الخالق، كإحياء الموتى، وإلقاء العصا فصارت حية تسعى، وكمجيء الشجرة، وكلام الذئب، وأن هذا ما لا يعطى(٥) أحد إلا الأنبياء والرسل.
  وأن أتباع الرسل إنما يخبرون عن حجج الرسل، ويدعون إليها الناس، ويحتجون عليهم بها، وأن فيما احتج الله به أن جعل كتابه عربياً مبيناً بلغة العرب وكلامهم، وجعله مع ذلك لا يشبه الشعر ولا الرسائل ولا الخطب ولا السجع، ولكنه أبانه من ذلك كله، فلا يطيق أحد أن يأتي بمثله.
  وأن الله قد أقام سنة نبيئه فيما لم يبينه في الكتاب مفسراً مشروحاً، من عدد الصلاة وأوقاتها وحدودها، وتفسير الحج والعمرة، وأن ذلك لا يكون إلا إلى
(١) ما بين المعقوفين زيادة من (ب، هـ).
(٢) ما بين المعقوفين زيادة من (ب، هـ).
(٣) في (ب، هـ): فيها. وفي (أ، د): ذلك أو شك فيه.
(٤) زيادة من (ب، هـ).
(٥) في (هـ): يعطاه.