مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[حكم من لم تبلغه الرسل]

صفحة 217 - الجزء 1

  وأن دينهم أنهم يرجون ثواب الله ويخافون عقابه، وأنه لا خوف على أولياء الله في الآخرة ولا هم يحزنون، وأن أولياء الله المؤمنون. وأن الله قد استحق ولاية وليه، وعداوة عدوه على جميع العالمين، الذين قد قامت عليهم بذلك حجة الدين، وأن من لم تنفع ولايته وتضر عداوته معيب عندهم منقوص، وأن الله أحق أن تنفع ولايته وتضر عداوته من جميع الخلق.

  وأن الأنبياء لم تزل مستحقة لثواب الله منذ بعثها الله، وأنها لم تكفر قط ولم تفسق، ولم تقم على شيء من الذنوب بعلم ولا بعمد، وربما أذنبت على الظن وطريق النسيان، وأن ذنوبها صغائر مغفورة، وأنها لا تأتي الكبائر، وأن من قذف الأنبياء بالكفر والكبائر فهو أولى بالكفر.

  وأن المؤمنين مقرون جميعاً على أنفسهم بالذنوب، وأنهم ينتفون من الكفر والفسق، ويكرهون أن ينسبوا إليه.

  وأن الله قد ميز بين صغائر الذنوب⁣(⁣١) وكبائرها، فلم يجعل السبة والكذبة والنظرة كالقتل والزنا والربا والسرقة وأشباههن، ولم يجعل القتل وأشباهه كالكفر بالنبي ÷ والكتاب وأشباه ذلك، وأنه قد خالف بين أحكامهن وأسمائهن وأسماء أهلهن.

  وأنهم لا يشهدون على ذنب بعينه أنه صغير مغفور إلا أن يكون الله قد سمى من ذلك شيئاً في كتابه⁣(⁣٢) بعينه أو سماه الرسول ÷ ما خلا ذنوب الأنبياء $، وأنهم لا يزالون يفسقون أهل الكبائر من أصحاب الحدود ويبغضونهم ويشتمونهم، ويحبون أهل الخير وإن أذنبوا على الظن والنسيان، ما لم يخرجوا إلى الكبائر.

  [وأنه لا ينبغي لأحد أن يشهد على ذنب بعينه أنه صغير مغفور⁣(⁣٣)]، وأنهم لم


(١) في (هـ): الأمور.

(٢) في (هـ): الكتاب.

(٣) ما بين المعقوفين ساقط من (ب، هـ).