مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[حكم من لم تبلغه الرسل]

صفحة 218 - الجزء 1

  يزالوا يعظمون القتل والزنا والسرقة ونحوهن ممن فعله، وأن معنى الكثير والقليل والعظيم واحد، وأن الجنة دار للمتقين، وأن النار دار للفاسقين، وأنهم لا يزالون يبغضون من اطلعوا على فسقه وإن كان يستغفر حتى يظهر التوبة النصوح، وأنهم يستحبون أن يكتم كل امرئ على نفسه وإن أصاب حداً، وأن التوبة عندهم مقبولة ممن حد وممن لم يحد، وأن من سمى أهل الحدود كافرين ثم حكم عليهم بحكم الكفار عابوه، ومن سماهم مؤمنين وحكم لهم بحكم المؤمنين عابوه وعنفوه.

  وأن اسم الملة اسم يجمع جميع المنطوين إلى الإسلام وإن كان فيهم فجور، وأن الله قد بين حكمه في جميع الكافرين من مشركي العرب من أهل اللات والعزى، وأهل الكتاب من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين والمتنقلين من جميع أصناف أهل الكفر من دين إلى دين، والمرتدين عن الإسلام بعد إظهار الدين، وبين حكمه في المؤمنين والفاسقين والمنافقين والمستسرِّين [بالكفر⁣(⁣١)].

  وأنه لم يكن يقاتل أحداً من المشركين حتى يدعوه، وأنه قد أبان ذلك كله وفصله، وأنه لا يوجد في زمن النبي # كافر ليس بمشرك، وأنهم لا يعتمدون أحداً ممن أقر بالنبي # وعلى آله بكفر إلى يوم القيامة أو يلحق بالمرتدين، وأن النفاق استسرار بالطعن في دين الله ودين الرسول، وأن الله قد أقام حجته فيما فرض من دينه بتحريم الشك فيه والإنكار له جميعاً.

  وأن التقية جائزة فيما حُمل الناس عليه وهم له كارهون، يخافون القتل والمثلة، وذلك فيما لا يرجع ضرره على أحد من العالمين، وأن رسول الله ÷ قد كان يعذر نفسه وغيره فيما لم يأت جبريل من الدين مما لم يُعرف إلا بالسمع مما لم يأته جبريل # حتى يأتيه به، وأنه لم يكن يترك أهل دعوته يظهرون قبيحاً، وأنه لم يكن يكتم شيئاً من الدين الذي أمره الله بإظهاره، ولا يعطي فيه تقية، وأنه لم يزل له مظهراً يأمر أتباعه بإظهاره والدعاء إليه.


(١) نخ (ب، هـ).