مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ترجمة الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين #

صفحة 21 - الجزء 1

  فتبسم وقال: ما ذهبت إلى حيث ظننت ولكن أردت أن تشهد إخراج زكاتك.

  وقلت له يوماً من الأيام: رأيتك أيها الإمام أول ما رأيتك وأنت تطوف على المرضى في المسجد تعودهم وتمشي في السوق، فقال لي: هكذا كان آبائي كانوا يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق، وأنت يا أبا علي إنما عهدت الجبابرة الظلمة - يعني بني العباس -.

  وقال أبو عبدالله اليمني ¦: كنت أسمع الهادي # كثيراً ما يقول: أين الراغب؟ وأين من يطلب العلم؟ إنما يحبنا مجاهد راغب في فضله، متحرٍّ ما عند الله بجهده، ولعمري إنه لأكبر فروض الله على عباده، وأحق ما كان من تقدمة يده، ولكن لو كان مع ذلك رغبة في العلم فبحثوا لصادفوا من يحيى بن الحسين علماً جماً.

  روى أبو العباس الحسني | أنه سمع أبا بكر بن يعقوب عالم أهل الري وحافظهم يقول حين ورد عليه اليمن: قد ضل فكري في هذا الرجل - يعني يحيى بن الحسين # - فإني كنت لا أعرف لأحد مثل حفظي لأصول أصحابنا، وأنا الآن إلى جنبه جَذَع، بينا أجاريه في الفقه وأحكي عن أصحابنا قولاً؛ إذ يقول: يا أبا بكر ليس هذا قولكم فأُرَادّه، فيُخرج لي المسألة من كتبنا على ما حكى وادعى، فقد صرت إذا ادعى شيئاً عنا أو عن غيرنا لا أطلب معه أثراً.

  وروى أبو العباس الحسني ¦ قال: دخلت الري سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وكنت ارتحلت إلى شيخ العلوية وعالمهم أبي زيد عيسى بن محمد العلوي ¦ من ولد زيد بن علي $ وإلى غيره من أبي حاتم وآخرين، وحضرت مجلس النظر لأبي بكر الخطاب فقيه الكوفيين وحافظهم فجريت مع من حضر في مسائل النظر فقال لي: ما قرابة ما بينكم وبين أصحاب اليمن من أولاد يحيى بن الحسين وأولئك الأشراف؟ فقلت له: كان يحيى بن الحسين من أولاد إبراهيم بن الحسن بن الحسن، ونحن من أولاد داود بن الحسن بن الحسن، وداود وإبراهيم أخوان، فنحن وهم بنو الأعمام، ولكن أم يحيى بن الحسين كانت عمة جدي؛ فقال: