[حكم من لم تبلغه الرسل]
  وأن الشيطان يحب دفن الدين ويدعو إلى إماتته، وأنه لا يجوز تغيير شيء مما اثبت النبي ÷، وانه لا طاعة لمخلوق في معصية الله، وأن الدنيا فانية، وأن الآخرة باقية الأبد، وأن الملائكة والجن والإنس أجناس شتى، وأن الملائكة أفضل برية الله، وأنهم مقربون في كل خير، مقربون في كل منزلة، مفضلون في كل ذكر.
  وأنه جعل من دينه مؤقتاً محدوداً، صلاة وصياماً ونحوهما، وجعل منه متمهلاً فيه لا يدرك حده، بر الوالدين وصلة الرحم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونحو ذلك من الأمور التي تعرف عند المشاهدة.
  وأن الله لا يلبس حكمه ولا يخلف قوله، وأن [الحق الواجب على المسلمين](١) من دينهم التثبت فيما غاب عنهم حتى يجيئهم اليقين من تواتر الأخبار وتظاهرها، وأن الله لا يظلم عباده شيئاً ولا يعذب إلا بعد إنذار، ولا يكلف نفساً إلا وسعها، ولا يحملها إلا طاقتها، ولا يفرض طاعته إلا على أهل الصحة والسلامة والعقل والقوة، وأنه دعا جميع عباده المكلفين إلى دينه، وأنه يحب طاعته ويبغض معصيته.
  وأنه جعل بعض الأعمال أفضل من بعض، وبعض الأقاويل أفضل من بعض، وبعض العلم أفضل من بعض، وأن من العلم غامضاً خفياً، ومنه واضحاً جلياً، وأن جهل بعض ذلك واسع، وجهل بعضه ضيق.
  وأنه لا ينزل أحد من الناس كلهم منزلة النبي ÷ في تصديق له ولا في تكذيب، ولا شك في قوله، وأنهم يعملون بالأخبار المجتمع عليها، ويشكون في القول الشاذ وإن روي عن النبي #.
  وأن الله افترض اتخاذ الإمام العادل إماماً ليؤتم به، وسمي خليفة ليخلف النبي ÷ في أعماله، وأنه من خالف حكمه حكم النبي ÷ وفارقه فليس بإمام ولا خليفة ولكنه متبر ظالم.
(١) زيادة من (هـ)، وبدل «من دينهم»: في دينهم.