[حكم من لم تبلغه الرسل]
  وأن الأخذ بجميع ما أجمعوا عليه صواب وبر(١) وهدى، وأن الترك لما أجمعوا عليه ضلال وخطأ.
  فهذه صفات(٢) جملة الدين وكثير من تفسيرها في التوحيد وغيره، ونرجو أن تكون هذه الجملة تدل على الصواب كله وتنفي الخطأ كله، وأن نكون قد ذكرنا فيها أموراً قد أقام الله بها حجته على جميع العالمين في جميع ما هم ذاكرون من خطأ أو صواب، وأن يكون قد دخل في هذه الجملة جميع الاختلاف وقول أهل البدع، فمن زعم أن هذه الجملة على غير ما ذكرنا فليعرض جميع ما قال الناس عليها، فما وافقها قَبِلَه وما خالفها تَرَكَه، فإنا نرجو أن لا يخرج من ذلك شيء أبداً إلا أدرك صوابه وخطأه من هذه الجملة إن شاء الله.
  ومن ظن أن شيئاً من هذه الجملة ليس بحق فليعرضه على كتاب الله وسنة رسوله عليه وآله السلام وفطرة العقول، فمن فعل(٣) بما أمره الله به وانتهى عما نهاه الله ودان بذلك فله ما لنا وعليه ما علينا، نتولى كل مهتد مضى قبلنا، وسيرتنا في ولينا كسيرة نبينا عليه وعلى آله السلام في ولينا، وسيرتنا في عدونا كسيرة نبينا في عدونا. الله ربنا، ومحمد نبينا، والقرآن إمامنا، والإسلام ديننا، والكعبة قبلتنا، والموت غايتنا، والحشر يجمعنا، والموقف موعدنا، وحكم الله يفصل بيننا، والجنة والنار أمامنا.
  نسأل الله الجنة برحمته، ونعوذ بالله من النار بعفوه، إلى هذا ندعو من أجابنا ونجيب من دعانا، هذا ديننا ونحلتنا والطيبون من آل محمد قادتنا، فمن وافقنا على هذا فهو ولينا، ومن خالفنا فهو عدونا، والله ولي المؤمنين وعدو الفاسقين.
  تم الأصل والحمد لله وصلى الله على محمد وآله(٤)
(١) في النسخ: صواب بر، وفي (ب، هـ): صواب وبر.
(٢) في (أ، ب، هـ): صفة.
(٣) في (أ، ب، هـ): عمل.
(٤) في (هـ): والحمد لله وحده وصلواته على رسوله سيدنا محمد النبي وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً.