مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

كتاب أصول الدين

صفحة 222 - الجزء 1

  وله ~:

كتاب أصول الدين

  

  قال يحيى بن الحسين ~: سألت يا بني فهمك الله ونفعك، عما ندين الله به ولا يسع أحداً من المكلفين جهله، من معرفة الأصول من توحيد الله وعدله، وإثبات وعده ووعيده والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإثبات الإمامة في المصطفين من آل نبي الله #:

[التوحيد]

  فإنا ندين بأن الله واحد أحد ليس كمثله شيء، ولا له ند من الأشياء ولا ضد؛ لأن الند لما يناده مكافٍ، والضد لما يضاده منافٍ، وليس من الأشياء ما يكافيه ولا يضاده فينافيه، وأنه ليس بجسم محدود، ولا شبح مماثل، وأنه بكل مكان على غير اجتنان ولا كينونة، وكذلك قال تبارك وتعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}⁣[الحديد: ٤]، وقال: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا}⁣[المجادلة: ٧]، وقال ø: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ١٦}⁣[ق]، وقال: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ}⁣[الزخرف: ٨٤]، مع آيات كثيرة تدل على أنه لا يحتاج إلى المكان، وأنه بكل مكان مدبر، وأنه كان قبل كل مكان وحين وأوان، وأنه كان ولا سماء ولا أرض ولا عرش ولا كرسي، ولا كلام ولا صوت ولا حروف، وأنه كان قبل التوراة والإنجيل والقرآن، وأن القرآن أنزله على نبيه # وأنشأه وخلقه ووصله وفصله وألفه وأحدثه، وأنه يقدر أن يذهب به ويجيء بغيره، وأنه محفوظ وأن الله حافظه، وأنه يقدر أن يجيء بمثله كما قال سبحانه: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا}⁣[البقرة: ١٠٦]، وأن الله لا مثل له ولا نظير، وأن الأبصار لا تدركه في الدنيا ولا في الآخرة، وذلك أن كل ما وقع عليه البصر