مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[الخلاف بين الأمة فيمن تكون فيهم الإمامة]

صفحة 226 - الجزء 1

  غدير خم: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، واخذل من خذله وانصر من نصره»، ولقوله: «علي مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي»، و «أنت قاضي دِيني⁣(⁣١) ومنجز وعدي».

  مع ما قد خصه الرسول # من علم ما يكون من أمته من الأحداث والفتن، وما كان علي ينادي به من قصة المرادي الذي قتله، وغير ذلك من الفرقة القاسطة والناكثة والمارقة، مع إجماع أمتنا⁣(⁣٢) على أن خلال الخير كلها كانت مجتمعة فيه مفترقة في غيره، وذلك أنهم أجمعوا أنه كان أحد السابقين وأحد العلماء وأحد الزهاد وأحد الباذلين لأنفسهم، ولم يجمعوا على أن هذه الخصال اجتمعت في غيره، فتبين فضله عليهم.

  ثم كان ابن عم محمد #، وأبا السبطين الحسن والحسين، وزوج فاطمة صلى الله عليهم أجمعين، وقد أجمعوا جميعاً أن علياً صلى الله عليه كان يصلح للخلافة موضعاً⁣(⁣٣) لها يوم قبض الله نبيه #، واختلفوا في غيره، فالحق ما أجمعوا عليه والباطل ما اختلفوا فيه.

[الخلاف بين الأمة فيمن تكون فيهم الإمامة]

  وجميع أهل الصلاة عندنا خمسة أصناف: الشيعة والمعتزلة والخوارج والمرجئة والعامة:

  فقالت المعتزلة والخوارج: الإمامة جائزة في الناس كلهم ما صلحوا بأنفسهم، وكانوا عالمين بكتاب الله ربهم وسنة نبيهم #.

  وقالت المرجئة والعامة: الإمامة جائزة في قريش، محظورة على غيرهم.

  وقالت الشيعة: الإمامة جائزة في آل محمد ÷ [محظورة على غيرهم⁣(⁣٤)].


(١) في هامش (أ، د): بكسر الدال، وكان الأظهر بفتحها فينظر.

(٢) في (ب، هـ): إجماعنا.

(٣) في (ب): وموضعاً.

(٤) ما بين المعقوفين ساقط من (ب، هـ).