مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

كتاب تفسير الكرسي

صفحة 243 - الجزء 1

  الله سبحانه حق المعرفة: ألا تسمع إلى قول الله ø: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ٢٥٥}⁣[البقرة]، يخبر ø أنه أعلى وأعظم من أن تحفظه السموات والأرض، ونحن نقول: إن الله سبحانه هو الحافظ للسماء والأرض، وسأصف لك السموات والأرض كيف هما وأصغرهما لك على عظمهما حتى تعلم أنه لا شيء أعظم من الله سبحانه، ولا شيء أوسع من الله سبحانه، فقف على ما أذهب إليه وتدبره:

  يروى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَسَلَّمَ أنه قال: «هل تدرون ما هذه التي فوقكم؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال: «إنها⁣(⁣١) أرفع سقف محفوظ وموج مكفوف، هل تدرون كم بينكم وبينها؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «إن⁣(⁣٢) بينكم وبينها مسيرة خمسين ومائة عام، وبينها وبين السماء الأخرى مثل ذلك» حتى عد سبع سموات وغلظ كل سماء مسيرة خمسين ومائة سنة، ثم قال: «هل تدرون ما هذه التي تحتكم؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «فإنها الأرض، وبينها وبين الأرض الأخرى مسيرة خمسين ومائة سنة» حتى عد سبع أرضين وغلظ كل أرض خمسين ومائة سنة، ثم قال: «والذي نفس محمد بيده لو دليتم أحدكم حتى يصير إلى الأرض السابعة السفلى لكان الله ø معه، ثم تلا هذه الآية: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ٣}⁣[الحديد]، وقد قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ~: (لو أن ملكاً من ملائكة الله ø الذين عظم الله خلقهم هبط إلى الأرض لما وسعته)؛ لأن الله جعل السموات أوسع من الأرض والسماء العليا من السموات أوسع من السماء السفلى؛ لأن السماء العليا مشتملة عليها.


(١) في (أ، ب، هـ): فإنها.

(٢) في (أ، ب، هـ): فإن.