[حجج العقل لأهل العدل والتوحيد]
  المقالة الحمقاء من التلعب بعباده والعبث بخلقه، وجل شأن محمد # أن يكون فيه شيء من هذه الصفة أو يكون على شيء مما يكره الله سبحانه، بل لم يزل ~ ناهياً عن نهي الله داعياً إلى أمر الله، مستقلاً في ذلك كله بعداوة الآدميين والناس أجمعين باذلاً لنفسه، داعياً إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، حتى قبضه الله إليه وقد غفر ذنبه وشكر فعله ~ وعلى آله.
  فميز - يا بني - القولين، وفكر فيما بين المنزلتين، تصح لك الحجة، ويبن لك الحق؛ لأن الحق غير خفي على ذي مرة سوي.
  نسأل الله التوفيق والتسديد، ونعوذ به مما أسند إليه المبطلون وقال به فيه الجاهلون، فكل من قال على الله سبحانه شيئاً مما ذكرنا وأسند(١) إليه سبحانه ما حكينا من قول أهل الضلالة والردى والحيرة والعمى، فما عرف الله العلي الأعلى في شيء من أيام الدنيا، وهو عند الله من أجهل الجاهلين وأكفر الكافرين وأضل الضالين؛ لأنه قد نسبه سبحانه إلى أقبح صفات المخلوقين المستهزئين العباثين المتفكهين بعباد الله(٢)، الحاكمين فيهم بغير حكم الله، فتعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
  تم الكتاب والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد النبي وعلى آله الطيبين وسلم، [وحسبنا الله ونعم الوكيل](٣)
(١) في (ب، هـ): أو أسند.
(٢) في (ط): العيابين المنهكين لعباد الله.
(٣) ساقط من (ب، هـ).