[مقدمة الكتاب]
كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية(١)
  في الجبر وإثبات الحق ونقض قوله
  
  [وبه نستعين(٢)]
[مقدمة الكتاب]
  الحمد لله الذي علا على الأشياء بطوله، وتقدس عن مشابهة المخلوقين بحوله، الذي علا فقدر، وقدر فقهر، وعصي فغفر، وأطيع فشكر، الذي لا مثل له فيساويه، ولا ضد له فيناويه، الذي لا تدركه الأبصار، ولا تُجِنُّ منه الأستار، العالم بما تجن قعور البحور، وما تكن جوانح الصدور، العالم بما سيكون - سبحانه - من قبل أن يكون، اللطيف الخبير، السميع البصير، الجليل الحكيم، الكريم الرحيم، الذي دنا فنأى، ونأى سبحانه فدنا، رابع كل ثلاثة، وسادس كل خمسة، الداني من الأشياء بغير ملامسة، المحيط بها من غير مخالطة، العالم بباطنها من غير ممازجة، فعلمه بما تحت الأرضين السفلى كعلمه بما فوق السموات العلى، الموجد للأشياء من غير شيء، وجاعل الروح في كل حي.
  خلق خلقه حين أراده، وإذا شاء سبحانه أباده، بلا كلفة ولا اضطرار، ولا بتخيل ولا إضمار، ولا حاجة منه إلى الأعوان، إذا أراد إيجاد شيء كان بلا كلفة، البريء من أفعال العباد، المتعالي عن اتخاذ الصواحب والأولاد، الذي لم يلده والد فيكون مولوداً، ولم يلد ولداً فيكون لذلك محدوداً، الخالق غير مخلوق، والرازق غير مرزوق، الذي بقدرته قامت السموات بغير عماد، وفرش لعباده الأرض ذات المهاد، فاستقلت الأقطار، وسجرت(٣) البحار، وهطلت الأمطار،
(١) غير موجود في (أ، د).
(٢) زيادة من (ج).
(٣) في (ب): وزخرت.