مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[مقدمة الكتاب]

صفحة 324 - الجزء 1

  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إلى خلقه وأمينه على وحيه، صلى الله عليه وعلى آله، الداعي إليه، بعثه سبحانه بحجته، واستنقذ به من النار أهل طاعته، بعثه في طامية طمياء⁣(⁣١)، ودياجير مظلمة⁣(⁣٢) عمياء، وأهاويل فتنة دهماء⁣(⁣٣)، فدفع فَنِيْق⁣(⁣٤) الكفر والفساد، وأنهج سبيل الحق والرشاد، وأدحض عبادة الأوثان، وأخلص عبادة الرحمن، وصدع بأمر ربه، [وأنفذ ما أمره به⁣(⁣٥)]، ودعا إليه علانية وسراً، وأمر بعبادته سبحانه جهراً، صابراً على التكذيب والأذى، داعياً لهم إلى الخير والهدى، حتى قبضه الله إليه وقد رضي عمله وتقبل سعيه وغفر ذنبه وشكر فعله، فصلوات الله عليه وعلى أهل بيته الطيبين الأخيار، الصادقين الأبرار.

  ثم نقول من بعد الحمد [لله⁣(⁣٦)] والثناء عليه، والصلاة على محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَسَلَّمَ:

  أما بعد، فإنه وقع إلينا كلام الحسن بن محمد بن الحنفية⁣(⁣٧) يؤكد⁣(⁣٨) فيه الجبر، ويشدد في ذلك منه الأمر، ويزعم فيه أن الله سبحانه جبر العباد أجمعين من الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين⁣(⁣٩) وجميع الثقلين على كل الأعمال، من صالح أو فاسد أو طالح، فرأينا أن نجيبه في ذلك وننقض عليه ما جاء به من المهالك،


(١) في (ب، ج، هـ): طخياء.

(٢) في (و): ظلمة.

(٣) في (و): دهياء.

(٤) الفنيق من الإبل: الفحل. (معجم وسيط).

(٥) ما بين المعقوفين ساقط من (و).

(٦) زيادة من (ب، ج، هـ، و).

(٧) ذكر في كتاب الشافي عند ذكر المعتزلة غيلان الدمشقي وصالح المري وأنهما ممن أخذا التوحيد والعدل عن الحسن بن محمد بن الحنفية، وعليها حاشية لفظها: قف على أن الحسن بن محمد بن الحنفية أُخذ عنه التوحيد والعدل، وذلك دليل على أن الذي رد عليه الهادي # في الرسائل غيره، والله ولي التوفيق. مجد الدين بن محمد المؤيدي غفر الله لهما.

(٨) في (ب): يؤيد.

(٩) في (و): والمرسلين.