[الجواب]
  فيهم فعلاً وله سبحانه عملاً - لم يجزهم عذاب الهون على فعله الذي أدخلهم فيه، بل كان يثيبهم عليه ويكرمهم لديه.
[المسألة الثالثة: أكانت محبة الله ومشيئته في دخول آدم وزوجه الجنة أم في خروجهما عنها؟]
  ثم أتبع ذلك الحسن بن محمد المسألة عن آدم # وزوجته فقال: خبرونا عن آدم وزوجته حين أسكنهما الله الجنة، أكانت محبة الله ومشيئته لهما في دخولهما فيها(١) وإقامتهما؟ أم في خروجهما منها؟
  فإن زعموا أن محبة الله ومشيئته كانت في خلودهما فقد كذبوا؛ لأن أهل الجنة لا يموتون ولا يتوالدون ولا يمرضون ولا يجوعون ولا يخرجون، وقد قضى الله الموت على خلقه جميعاً، وقضى على آدم أن تكون له ذرية تكون منهم الأنبياء والرسل والصديقون والمؤمنون والشهداء والكافرون، ثم قال: {فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ ٢٥}[الأعراف]، ثم قال: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ٥٥}[طه]، وكيف يكون ما قالوا وقد قضى الله القيامة والحساب والموازين والجنة والنار؟ سبحان الله ما أعظم هذا من قولهم!
  وإن قالوا: إن محبة الله ومشيئته كانت في خروج آدم وزوجته من الجنة وهبوطهما إلى الأرض - فقد زعموا أنه لم يكن ليخرجهما من الجنة إلا الخطيئة التي عملاها، والأكل من الشجرة التي نهيا عنها، فقد أقروا لله بقدرته ونفاذ علمه، وفي ذلك نقض قولهم. تمت مسألته.
[الجواب]
  وأما ما سأل عنه من إرادة الله في آدم وزوجته حين أسكنهما الجنة أكانت إرادته خلودهما فيها؟ أم خروجهما عنها؟ وما توهم من هذه الجنة التي كان فيها
(١) في (ب، ج): أخلودهما فيها.