[الجواب]
  لكان قد أمر عباده بقتاله حصراً فيه(١) دون غيره حتى يفيء هو ويرجع عن إرادته ومشيئته، ولكان أيضاً قتال عباده قتاله دونهم، فكان مقاتلاً نفسه على فعله؛ إذ كان فعل المقاتَل والمقاتِل له فعلاً واحداً، فتبارك الله المتقدس عن ظلم العباد، المتعال عن اتخاذ الصواحب والأولاد، كما قال سبحانه: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ٤٦}[فصلت]، والحمد(٢) لله الحميد على ما خصنا به من التوحيد، ودلنا به من الدلالات، فيما أبان من خلق الأرضين والسموات، وغيرهما من الآيات. تم الجواب.
[المسألة الرابعة: هل أراد الله تعالى خيراً في خلق النار؟]
  ثم أتبع ذلك المسألة(٣) عن أهل النار وعن النار فقال: خبرونا عن أهل النار ألخير(٤) أراد(٥) الله بهم فوضعها فيهم، أم الشر(٦) أراد بهم؟
  فإن قالوا: الخير أراد بهم. فيقال لهم: وكيف ذلك وقد جعلها وقد علم أنهم لا ينتفعون بها، وأنها لا تكون إلا في مضرتهم، وإن زعموا أنه جعلها فيهم ليضرهم انتقض عليهم قولهم. تمت مسألته.
[الجواب]
  وأما ما سأل عنه من أمر النار وقال: لم خلقها الله الرحمن؟ الشَّرَّ(٧) أراد بخلقه لها أم الإحسان؟
  فنقول: إن الله تبارك وتعالى جعل النار في دار الدنيا مزجرة لمن اهتدى، لما
(١) (حصراً فيه) بدلها في (ب، ج، هـ): خصوصية. ولعله الصواب.
(٢) في (ب، ج، هـ): فالحمد.
(٣) في (ب، ج، هـ): مسألة.
(٤) (خبرونا عن أهل النار ألخير) بدلها في (ب، ج، هـ): أخبرونا أَلِخَيْرٍ.
(٥) في (ج، هـ): أراده.
(٦) في (و): لشر.
(٧) في (ب، هـ، و): ألِشَرٍّ. وكأنه الصواب.