[الجواب]
  كمثله شيء، ولا يشبهه من ذلك كله شيء، ألا تسمع كيف يدل على نفسه بما أبان من قدرته في خلق سمواته وأرضه وما بث فيهما [في](١) كل أوان من صنعه، وينزل من السماء بقدر من رزقه، فقال سبحانه: {إِنَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ ٣ وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ٤ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ٥}[الجاثية]، فإذا صح للمخلوق لبه وطاب له بالطاعة قلبه، ثم فكر وفي(٢) أمره كله تدبر، بان له أمر خالقه(٣)، وثبت في صدره اقتدار مصوره.
  وأما المعنى الثاني: فما أمر الله العباد بعمله، وحرم عليهم ما هم فيه من جهله، من الحلال والحرام، والصلاة والزكاة والصيام والحج إلى بيته، والوقوف بمشاعره العظام، وكل ما جاء به محمد #، مما تعبد الله به العباد، وألزمهم فيه الاجتهاد، وهذا فلا يعلم ولا يسمع إلا بمخبر عن الله مسمع، متكلم بالحق مناد، ولمن خالفه في ذلك معاد(٤)، وكذلك وبذلك بعث الله الأنبياء إلى عباده ليؤدوا إليهم فرائضه وأمره، وينادوهم بذلك فيسمعوا، ويعلموهم إياه فينتصحوا فينجوا(٥)، ولو(٦) لم يكلموهم به ويسمعوهم إياه لم يقفوا على علم(٧) ذلك أبداً، ولم يعرفوا حدوده أصلاً، فلم يكن في الفرائض لهم بد من مبلغين، ومرسلين مبشرين ومنذرين، ففعل الله بهم كذلك، وبعث إليهم الرسل بذلك،
(١) زيادة من نخ (ب، هـ).
(٢) في (ب، ج، هـ): في. ولعل الواو سقطت من الناسخ.
(٣) (بان له أمر خالقه) بدلها في (ج): بان لنا من خالقه.
(٤) في (ج): مباد. و (ب، هـ): مناد.
(٥) (فينجوا): سقط من (ب، ج، هـ).
(٦) في (ب، ج، هـ): فإن.
(٧) (علم): ساقط من (ب).