مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[الجواب]

صفحة 350 - الجزء 1

  فعل الإنسان لا من فعل الرحمن.

  ثم إن⁣(⁣١) المعرفة من العارف تفرعت من لبه عند استعماله لفكره، واستخراجه ما أمر باستخراجه من التمييز بعقله، وقد نجد المبصر بعينه يبصر إلى ما يحل له ويحرم عليه، ولو كان النظر من الله لكان الله المدخل له فيه، الناظر الباصر⁣(⁣٢) دون الإنسان إليه، تعالى عن ذلك رب العالمين، وتقدس عن مقال الجاهلين.

  تم جواب مسألته.

[المسألة السادسة: من أنطق الناس ومن خلق الكلام؟]

  ثم أتبع ذلك الحسن بن محمد المسألة فقال: أخبرونا عن الناس من أنطقهم؟ والكلام من خلقه؟

  فإن قالوا: الله، فقد انتقض قولهم، وذلك لأن الكلام يكون فيه الصدق والكذب والتوحيد والإشراك، وأعظم الكذب الشرك بالله والتكذيب⁣(⁣٣) والافتراء عليه، وإن أنكروا أن يكون الله خلق المنطق والكلام فذلك الكفر والشرك بالله والتكذيب بما جاء به⁣(⁣٤) من عنده، فقل: خبرونا عن قول الله إذ قال في كتابه: {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ٢١}⁣[فصلت]. تمت مسألته.

[الجواب]

  وأما ما سأل عنه مما ضل فيه ونسبه إلى الله وقال به من المنكر عليه فقال: خبرونا عن الناس من أنطقهم، وعن الكلام من خلقه؟

  فنقول: إن الله سبحانه أنطقهم كما هداهم، وهداهم كما بصّرهم، وبصرهم


(١) في (ب): فإن. وفي (ج، هـ): وإن.

(٢) (الباصر) ساقط من (ب، ج، هـ).

(٣) (والتكذيب) ساقط من (ب).

(٤) (به) ساقط من (ب، ج، هـ).