[الجواب]
  كما أسمعهم، وأسمعهم كما مشاهم(١)، وأمشاهم كما أبطشهم، وأبطشهم كما أقامهم، وأقامهم كما أقعدهم، وأقعدهم كما أشمهم، وأشمهم كما أنكحهم، فلم يكن منه في ذلك [كله(٢)] فعل غير خلق الأداة(٣)، خلق الرجل للمشي فمشى، وخلق الأذن للسمع فسمع، وخلق الأنف للشم فشم، وخلق العين للنظر فنظر، وخلق الفرج للنكاح فنكح، فما ناله الإنسان من تلك(٤) الأدوات فهو من فعله، وليس من فعل الله فعل عبده، الله خلق الفرج امتناناً عليه به(٥) لينال به من الشهوة ما نال، وفِعْل العبد فهو النكاح، فهل يرى الحسن بن محمد - الوسن الجاهل - بقول(٦) غير ذلك، أو يقدر على نقض حرف مما شرحنا أو به(٧) قلنا واحتججنا والحمد لله الواحد الأعلى.
  وكذلك كان فعله سبحانه في إنطاقهم، خلق لهم الألسنة واللهوات، وما يكون به الكلام من الآلات، ثم أمرهم أن يذكروه ويسبحوه، فقال سبحانه [وتعالى عن كل شأن شأنه(٨)]: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ١٩٨}[البقرة]، وقال: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ١٥٢}[البقرة]، ونهاهم عن(٩) أن يقولوا عليه غير الحق، فقال: {وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ}[النساء: ١٧١]، فجعل(١٠)
(١) في (ب، ج، هـ): أمشاهم.
(٢) ساقط من (ب).
(٣) في (ب، ج، هـ): الأدوات.
(٤) في (ج، هـ): بتلك.
(٥) (ب): ساقط من (ب).
(٦) في (ب، هـ، و): يقول.
(٧) في (ج، هـ): مما ذكرنا وشرحنا به.
(٨) ما بين المعقوفين ساقط من (ب، ج، هـ).
(٩) (عن) ساقط من (ب، ج، هـ).
(١٠) في (ب، ج، هـ): فجعله.