مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[الجواب]

صفحة 351 - الجزء 1

  كما أسمعهم، وأسمعهم كما مشاهم⁣(⁣١)، وأمشاهم كما أبطشهم، وأبطشهم كما أقامهم، وأقامهم كما أقعدهم، وأقعدهم كما أشمهم، وأشمهم كما أنكحهم، فلم يكن منه في ذلك [كله⁣(⁣٢)] فعل غير خلق الأداة⁣(⁣٣)، خلق الرجل للمشي فمشى، وخلق الأذن للسمع فسمع، وخلق الأنف للشم فشم، وخلق العين للنظر فنظر، وخلق الفرج للنكاح فنكح، فما ناله الإنسان من تلك⁣(⁣٤) الأدوات فهو من فعله، وليس من فعل الله فعل عبده، الله خلق الفرج امتناناً عليه به⁣(⁣٥) لينال به من الشهوة ما نال، وفِعْل العبد فهو النكاح، فهل يرى الحسن بن محمد - الوسن الجاهل - بقول⁣(⁣٦) غير ذلك، أو يقدر على نقض حرف مما شرحنا أو به⁣(⁣٧) قلنا واحتججنا والحمد لله الواحد الأعلى.

  وكذلك كان فعله سبحانه في إنطاقهم، خلق لهم الألسنة واللهوات، وما يكون به الكلام من الآلات، ثم أمرهم أن يذكروه ويسبحوه، فقال سبحانه [وتعالى عن كل شأن شأنه⁣(⁣٨)]: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ١٩٨}⁣[البقرة]، وقال: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ١٥٢}⁣[البقرة]، ونهاهم عن⁣(⁣٩) أن يقولوا عليه غير الحق، فقال: {وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ}⁣[النساء: ١٧١]، فجعل⁣(⁣١٠)


(١) في (ب، ج، هـ): أمشاهم.

(٢) ساقط من (ب).

(٣) في (ب، ج، هـ): الأدوات.

(٤) في (ج، هـ): بتلك.

(٥) (ب): ساقط من (ب).

(٦) في (ب، هـ، و): يقول.

(٧) في (ج، هـ): مما ذكرنا وشرحنا به.

(٨) ما بين المعقوفين ساقط من (ب، ج، هـ).

(٩) (عن) ساقط من (ب، ج، هـ).

(١٠) في (ب، ج، هـ): فجعله.