[المسألة السابعة: من خلق الحركات؟]
  نشك نحن ولا أنت ولا أحد علم شيئاً أو فهم أن قريشاً بَنَت بنخلة العزى، وثقيفاً بالطائف اللات، فزينوهما بالجواهر والعقيان ثم عبدوهما وجعلوهما قَسَماً من دون الله الرحمن، ومن ذلك ما جعلت ونحتت وأقامت ونصبت على الكعبة وفيها قريش من الأصنام، وما كانوا يجلون ويعظمون ويذبحون لهبل وأشباهه عند بيت الله الحرام، فيقول الحسن بن محمد: إن الله تعالى بنى لهم اللات والعزى، وأمرهم بعبادتهما، والقسم دونه بهما، وإنه أقام لهم تلك الأصنام، وأضل بها كل من ضل بها من الأنام، وعظمهن وذبح - جل عن ذلك - لهن، وقرب تلك القرابين إليهن؟ لعمر الحسن بن محمد وأتباعه وأهل البدعة من أشياعه، لو كان الله خلق وفعل أفعال الفاعلين لكان العابد - دون من عبدهن - لهن، فلذلك يلزم من قال ذلك - بلا شك بهذا القول - الكفر؛ إذ يقولون: إن الله فاعل أفعال قريش دونها، وفاعل كل ما فعله من الفواحش غيرها، فَلِمَ - يا ويحه - إذاً(١) بعث محمداً إليهم يعيب ذلك عليهم؟ لقد بعثه إذاً يعيب عليه فعله دونهم، ويبطل ما صنع، ويخفض ما رفع، وقريش(٢) إذاً كانت لله مطيعة، وفي مرضاة خالقها ماضية سريعة فيما فعل، معظمة محلة لما أحل(٣)، ومحمد لله في فعله مضاد، وفي كل قضائه محاد، فلقد إذاً هدم محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ما بنى الرحمن، وعانده وخالف عليه في(٤) كل ما شأن، فهذا أكفر الكفر وأعظم الفرية [على الله(٥)] والأمر، فسبحان من هو بريء من عصيان كل عاص، وطغيان كل مفتر طاغ.
  تم جواب مسألته.
(١) في (ب، ج، هـ): إذ.
(٢) (قريش) ساقط من (ب، ج، هـ).
(٣) في (ب، ج): مجلة لما أجل.
(٤) (في) ساقط من (هـ).
(٥) ما بين المعقوفين ساقط من (ب، ج، هـ).