مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[الجواب]

صفحة 357 - الجزء 1

[المسألة الثامنة: هل الأعمال شيء أم أنها ليست شيئاً]

  ثم أتبع ذلك الحسن بن محمد المسألة عن الأعمال فقال: خبرونا عن الأعمال التي عمل بها بنو آدم أشيء هي؟ أم ليست شيئاً؟ فإن قالوا: بل هي⁣(⁣١) شيء، فقل: من خلق ذلك الشيء؟ فإن قالوا: الله خلقه، انتقض عليهم قولهم. وإن قالوا: ليس ذلك⁣(⁣٢) مخلوقاً، كان ذلك شركاً بالله وتكذيباً لكتابه؛ لأن الله سبحانه خالق كل شيء. فقل لهم: ألم تعلموا أن أفعال بني آدم شيء؟ فإن قالوا: نعم. فقل: والله خلقها. فإن قالوا: ليست بشيء. فقل لهم: فقد زعمتم أن الله يثيب على غير شيء، [ويعذب على غير شيء، ويغضب من غير شيء⁣(⁣٣)]، [ويرضى من غير شيء⁣(⁣٤)]، ويدخل الجنة بغير شيء، ويدخل النار بغير شيء؟ تمت مسألته.

[الجواب]

  وأما ما سأل عنه من أفعال العباد فقال: أشيء هي أم غير شيء؟ وقال: إن كانت شيئاً فمن خلقها؟ وإن لم تكن شيئاً فهل يعذب أو يثيب الله على غير شيء؟

  فإنا نقول وإلى الله سبحانه نؤول: إنها شيء وأشياء، وطاعة وعصيان، وإساءة وإحسان، ألم تسمع الله سبحانه يقول: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ٨٩ تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ٩٠ أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا ٩١ وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا ٩٢}⁣[مريم]، فسمى تحرك ألسنتهم بما قالوا من الكذب والافتراء شيئاً، ثم أخبر بأن السموات لو كان فيهن من العقول والتمييز ما فيكم لانفطرن؛ لإعظام ما جاء من قولكم، وكذلك لو أن الجبال كان فيها بعض ما ركب فيكم من الفهم لخرَّت؛ لإعظام اجترائكم على الخالق بما به اجترأتم.


(١) (هي) ساقط من (ب).

(٢) (ذلك) ساقط من (ب، ج، هـ).

(٣) ما بين المعقوفين ساقط من (هـ).

(٤) ما بين المعقوفين ساقط من (ب، ج، هـ).