مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[المسألة التاسعة: الآجال]

صفحة 371 - الجزء 1

  عَذَابٌ عَظِيمٌ ٦٨}⁣[الأنفال]، يقول: لولا حكم من الله سبق]⁣(⁣١) بالعفو عنكم في وقت أسركم وترككم الاستقصاء في قتل عدوكم لمسكم فيما أخذتم من غنائمهم وفدائهم عذاب عظيم، فتبارك الله الحليم الكريم.

  وأخبر الله تبارك وتعالى نبيه ÷ أنه قد فعل ما كان غيره أحب إلى الله وأرضى، ولم يتعمد ÷ لله في ذلك إسخاطاً بل لعله توهم أن الأسر في ذلك الوقت أنكى للكافرين⁣(⁣٢) وأذل وأشقى حتى أعلمه الله أن القتل في وقت قيام الحرب كان أنفع، وعلى الإسلام وأهله بالخير أرجع.

  أفيقول الحسن بن محمد وأشياعه ومن كان على الجهل من أتباعه: إن آجالهم كانت قد جاءت فدفعها رسول الله ÷ عنهم، فعاب الله عليه ما فعل من دفع وفاتهم وتأخير ما كان الله قد جاء به من حضور آجالهم؟ أم يقولون: إن آجالهم لم تأت ولم تحضر، وقد بقي لهم من الحياة زمان وأعصر، فإنه قد كانت لهم مدة باقية، وأرزاق دارة غير فانية، فلم يستطع رسول الله ÷ أن يقطع ما لم يقدر على قطعه من آجالهم، وأن يبيد ما قد بقي من مدة⁣(⁣٣) أعمارهم، فلامه الله إذ لم يفعل ما لم يستطع، ويبيد ويقطع من ذلك ما لم ينقطع؟ فلا بد أن يقولوا بأحد هذين المعنيين أو⁣(⁣٤) يتقلدوا وينتحلوا أحد هذين القولين، فيكونوا بانتحال أحدهما كافرين، وفي دين الله سبحانه فاجرين، أو يقولوا على الله ورسوله بالحق فيقروا أن رسول الله ÷ ومن كان معه من الخلق كانوا يقدرون على قتلهم والإثخان لهم وترك أسرهم، ولامهم الله في ذلك؛ إذ هفوا وولهوا ولم يفعلوا.

  تم جواب مسألته.


(١) ما بين المعقوفين زيادة من (ط).

(٢) في (ب، ج، هـ،) والكافرين.

(٣) (مدة): زيادة من (ب، ج، هـ).

(٤) في (ب، ج، هـ، و): وأن.