مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

مقدمة الإمام الحجة مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #

صفحة 37 - الجزء 1

  - الذي يدور مع الحق حيثما دار، رضوان الله عليه، لما أُخّر عن المقام الذي اختاره الله تعالى له ورسوله ÷ إمامُهُ وإمام الأبرار -:

  يا ناعي الإسلام قم فانعه ... قد مات عرف وبدا منكر

  ما لقريش لا علا كعبها ... من قدموا اليوم ومن أخروا

  وذلك في صدر الإسلام فكيف بمثل هذه الأيام؟! التي هي من أعلام النبوة، بتصديق مواعيد الله على لسان رسوله ÷، من اغتراب الإسلام، وتغيير الأعلام، واقتراب ظهور دينه الحنيف، وتجديد شرعه الشريف، بقيام خاتم الأئمة، ومقيم الحجة من أهل بيت نبيه، مهدي هذه الأمة، كاشف الظلمة، ومفرج الغمة، {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ}⁣[المائدة: ٥٢]، إنه على كل شيء قدير وهو حسبنا ونعم الوكيل.

  قال بعض علماء العترة $: إني لأكثر التعجب، وما عشت أراك الدهر عجباً، من رجل عالم بمصادر الأمور ومواردها، وكيفية الاستدلال ومقاصدها، ودلالات الألفاظ على معانيها، وتراهم وهم كثير، يوردون ويروون عن الله ø، وعن رسوله ÷، تلك الأدلة والنصوص، والقواطع في حق أهل البيت عليهم الصلاة والسلام على الخصوص، بما لا يمكن دفعه لفظاً ولا معنى، ولا سنداً ولامتناً، حتى إذا استنتجت منهم فائدتها، وطلبت منهم عائدتها، بوجوب اتباعهم الذي هو مقتضاه في علم أو عمل، أنكر وبرطم، ولوى عنقه وتجَهّم، وإن ذكرت عنده خلافتهم رآها نكراً، أو رأى من يتابعهم في مقالة أو مذهب عده مبتدعاً، أو سمع بقراءة في كتبهم ومؤلفاتهم اتخذها هزواً ولعباً، فما أدري ما بقي لهم من معاني تلك الأدلة والنصوص؟! وأي فضل ترك لهم على الناس إذ أوجب عليهم أن يكونوا تبعاً والله قد جعلهم متبوعين، ومؤخرين والله قد جعلهم مقدمين؟!

  وأَجِلِ النظر فيما تجده في كتب كثير من محدثي العامة وفقهائها، فلا تلقاها إلا