[الجواب]
  تضرب له فيه الأمثال، وهو الواحد المتعال الصمد الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحداً.
  تم جواب مسألته.
[المسألة الثالثة عشرة: الطبع والختم]
  ثم أتبع ذلك الحسن بن محمد المسألة عن الطبع والختم فقال: أرأيتم من طبع الله على قلبه وختم على سمعه وبصره أهو ممن دُعي إلى الإيمان فيثاب على أخذه ويعاقب على تركه؟ فإن قالوا: نعم، فقل: وكيف يقبلون الإيمان وقد ختم على قلوبهم والله يقول: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ٦}[البقرة]، هل(١) ضرهم الطبع أو الختم أم نفعهم؟ أم لم يضرهم ولم ينفعهم؟
  فإن قالوا: إنما ختم على قلوبهم بكفرهم فقل: هل ضرهم الطبع حين فعل بهم، وحال بينهم وبين التوبة والدخول في الإيمان؟ فإن قالوا: لم يضرهم ولو شاءوا آمنوا فالله قد كذبهم واجتروا على الرد على الله قوله، فقل: فتراهم حين طبع على قلوبهم حين لم يقبلوا الإيمان، فإن قالوا: فإنهم لا يقدرون على الإيمان حتى يفتح الله قلوبهم فقد أقروا لله بقدرته، وانتقض عليهم قولهم؛ إذ زعموا أن الختم قد ضرهم، وأنهم يعذبون على ما كان من تركهم الإيمان وأخذهم بالكفر بعد الختم وعملهم بما لا يستطيعون تركه. تمت مسألته.
[الجواب]
  وأما ما سأل عنه من الطبع والختم من الله، فقال: أرأيتم من طبع الله على قلبه، وختم على سمعه وبصره، أهو ممن دعي إلى الإيمان فيثاب على أخذه ويعاقب على تركه؟ فقولنا في ذلك على الله بالحق: إن الله لم يرد بذلك إذ قاله أنه طبع على قلوبهم بطبع لا يقدرون على الفهم معه، ولا أنه ختم على سمعهم ختماً
(١) في (ب، ج، هـ): فهل.