[الجواب]
[المسألة الثامنة عشرة: تزيين الله لعباده]
  ثم أتبع ذلك المسألة عن التزيين فقال: خبرونا(١) عن التزيين بالإرادة دون الأمر، فإن أنكروا أن الله يزين لعباده دون أن يكون أمراً منه، فقد رد الله عليهم قولهم، فقال في الأنعام: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ}[الأنعام: ١٠٨]، وقال في حم السجدة: {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ}[فصلت: ٢٥]، وقال في النمل: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ ٤}[النمل]، هذا كله تزيين إرادة، أو ليس إرادة؟ تمت مسألته.
[الجواب]
  وأما ما سأل عنه وقال وتوهم من زور المحال، من أن الله تباركت أسماؤه، وعزت بكريم ولايته أولياؤه، زين للكافرين أعمالهم تزييناً وحسنها في قلوبهم تحسيناً، وأنه أراد بذلك منهم إقامتهم فيها، ومثابرتهم عليها، جل الله عن ذلك وتقدس عن أن يكون كذلك، واحتج في مقاله، وفيما ارتكب من ضلاله بقول الله سبحانه: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ}، فصدق الله تبارك وتعالى فيما قال، وتقدس ذو الجبروت والجلال.
  فأما قوله تبارك وتعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}، فإن هذه الآية نزلت في أبي جهل بن هشام المخزومي لعنه الله، وذلك أنه لقي أبا طالب(٢) عم رسول الله ÷ فقال: يا أبا طالب إن ابن أخيك
(١) في (ب): أخبرونا.
(٢) هو أبو طالب بن عبدالمطلب، اسمه عبد مناف، وهو عم النبي ÷، كفله بعد موت جده عبدالمطلب، آمن بالنبي ÷ وصدق به وله قصائد وأشعار مشهورة يرويها أهل السنة والشيعة يصرح فيها بالإسلام والتصديق بالنبي ÷ وبرسالته، وقد حكى الإمام المنصور بالله # إجماع أهل البيت $ على إسلام أبي طالب. توفي في العام الثالث عشر من البعثة =