مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[المسألة الثامنة عشرة: تزيين الله لعباده]

صفحة 421 - الجزء 1

  وأطمعتك فيما أنت فيه؛ إذ تركتك وتأنيت بك، ولم آخذك ولم أعاجلك.

  فهذا على مجاز الكلام المعروف عند أهل الفصاحة والتمام.

  وأما الآية التي في حم السجدة⁣(⁣١) فكذلك الله أوجد القرناء وخلقهم، ولم يجمع بينهم وبين من أطاعهم، ولم يأمرهم بطاعتهم ولا اتباعهم، بل حضهم على مخالفتهم، وأخبر بعداوتهم، ونهاهم عن اتباع الهوى فقال: [{وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا}⁣[الكهف: ٢٨]]⁣(⁣٢)، {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ ١٠ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ١١ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ١٢ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ ١٣}⁣[القلم]، وقال فيمن يأمر ويوسوس بالسوء من الشياطين: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}⁣[فاطر: ٦]، فبين كل ما افترض وأمر به، فلم يترك لذي علة قبله متعلقاً، فكان تقييضه لهم ما ذكر من القرناء هو تخليته لهم وتبرؤه منهم، وترك الدفع لنوازل الأسواء عنهم، وذلك فيما تقدم عنهم من الكفر بربهم والشرك بخالقهم.

  تم جواب مسألته

  وبتمامها تم الجزء الأول والحمد لله كثيراً، وصلواته على خير خلقه محمد النبي وآله الطيبين وسلامه، وحسبنا الله وحده وكفى.

  ويتلوه الجزء الثاني من مسائل الحسن بن محمد بن الحنفية في تثبيت الجبر والتشبيه، ورد الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم # في نفي ذلك عن الله سبحانه وإثبات العدل والتوحيد، وتصديق الوعد والوعيد.


(١) {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ}⁣[فصلت: ٢٥].

(٢) ما بين المعقوفين ساقط من (ب، ج، هـ).