مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[الجواب]

صفحة 423 - الجزء 1

  وإنما سماهم لقولهم]⁣(⁣١)، وإن أقروا أن الله جعلهم عبدة الطاغوت - فذلك نقض قولهم.

  وإن قالوا: إن الله لم يجعلهم عبدة الطاغوت كان ذلك تكذيباً منهم فقل: فإن الله قد قال أيضاً: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ١٢٣}⁣[الأنعام]، ألا يرون أن الله يخبر أنه قد جعل في كل قرية أكابر مجرميها؛ ليمكروا فيها؟ فإن قالوا: إنه لم يجعلهم فيها⁣(⁣٢) ليمكروا فيها - كان ذلك تكذيباً منهم، وإن أقروا كان ذلك نقضاً لقولهم، وقد قال الله لقوم فرعون: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ ٤١}⁣[القصص]، فإن قالوا: نعم - كان ذلك نقضاً لقولهم. وإن قالوا: لا. فقد كذبوا، والله يقول: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ ٨٠ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ}⁣[النحل]، ألا ترى أن الناس هم غزلوا ونسجوا وعملوا الدروع واتخذوا المساكن والبيوت، ثم نسب⁣(⁣٣) ذلك منه وإليه، وأخبر أنه خلقه، فمنّ به عليهم، وذلك أنه أراده، فكان ما أراد ولم يأمر به. تمت مسألته.

[الجواب]

  وأما ما سأل عنه من قول الله ø: {إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ٥٧}


(١) هذه الزيادة من (ط) مع تقديم وتأخير يسير اقتضاه المعنى والسياق.

(٢) ساقط من (ب، ج، هـ).

(٣) ساقط من (ب، ج، هـ).