[الجواب]
[المسألة الثالثة والعشرون: معنى قول الله تعالى: {فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ}]
  ثم أتبع ذلك المسألة عن قول الله ø: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ}[المائدة: ١١]، وذلك أن ناساً من اليهود كانوا أرادوا قتل رسول الله ÷ ونفر معه من أصحابه فأخبر الله ø رسوله وكف أيديهم عنه وعن أصحابه، فسلهم: هل كانوا يستطيعون أن يبسطوا أيديهم عليهم وقد كفها الله عنهم أم لا؟ فإن قالوا: نعم. فقد كذبوا قول الله جل ثناؤه. وإن قالوا: لا. فذلك نقض لقولهم. تمت مسألته.
[الجواب]
  وأما ما سأل عنه [مما تحير فيه](١) من قول الله ø: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} فتوهم الحسن بن محمد أن الله ø كف أيديهم عن رسول الله ÷، وعن أصحابه المؤمنين غصباً، حتى لم يكن لهم في ذلك حيلة، ولم يبسط أيديهم بالسواية إليه، وأنه قبضها عنهم قبضاً ومنعهم منعاً، وليس ذلك كما توهم ولا هو على ما به تكلم، وسنشرح ذلك إن شاء الله ونقول فيه بالحق على الله، فنقول:
  إن رسول الله ÷ كان خرج إلى يهود بني النضير في نفر من أصحابه - وكان بنو النضير ينزلون قريباً من المدينة - ليستعينهم في ديتين وقعتا خطأ على بعض المسلمين، فلما أن أتاهم رحبوا به وأدنوه، وكل ما طلب منهم وعدوه، ثم تآمروا به وبأصحابه، وعزموا على الغدر به وبمن معه من أعوانه، فأهبط الله ø بذلك جبريل صلى الله عليه وعلى رسوله، فأخبره به وأوقفه عليه، فنهض ÷ مسرعاً
(١) ما بين المعقوفين زيادة من (ط).