[المسألة الرابعة والعشرون: معنى قوله تعالى: {وإذ كففت بني إسرائيل عنك}]
  هو ومن معه حتى رجعوا، ثم هيأوا(١) وخرجوا إليهم يقاتلونهم(٢)، وأقاموا عشرين ليلة يحصرونهم في حصونهم، [(٣) ثم نزلوا من بعد ذلك على حكم سعد بن معاذ وكان من كبار الأنصار وذوي القدر منهم والأخطار، وكانوا يتكلمون(٤) إليه ويظنون لما كان بينه وبينهم في الجاهلية من المداناة والإحسان - أنه سيحابيهم ويحكم بما ينجيهم كلهم، فحكم بأن تقتل رجالهم وتسبى ذراريهم وحرمهم وفي ذلك ما قال رسول الله ÷: «لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات»] ففعل ذلك بهم وأخزاهم الله وأهلكهم وأبادهم وقتلهم، فكان إعلام الله ø لنبيه ÷ بما اجتمعوا عليه وعزموا وصاروا فيه إليه كفاً لأيديهم ونقضاً لعزيمتهم وإبطالاً لتدبيرهم.
  فهذا معنى ما تحير فيه الحسن بن محمد من تفسير الآية، لا ما قال به على الله ø من البهتان، وما حمل من محكم القرآن على متشابه القرآن.
  تم جواب مسألته.
[المسألة الرابعة والعشرون: معنى قوله تعالى: {وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ}]
  ثم أتبع ذلك المسألة عن قول الله ø لعيسى بن مريم وهو يذكر نعمة الله عليه فقال: {وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ١١٠}[المائدة]، فهل كان لبني إسرائيل أن يبسطوا أيديهم على عيسى #؟ فإن قالوا: نعم. فقد كذبوا قول الله. وإن قالوا: لا. فذلك نقض لقولهم.
  تمت مسألته.
(١) في (ب، ج، هـ، و): تعبّوا.
(٢) في (ب، ج، و): فقاتلوهم.
(٣) من هنا إلى قوله: (سبع سموات) خروج عن الموضوع، ومكانه في آخر المسألة الخامسة والعشرون بعد قوله: (وكان الله بما تعملون بصيراً)، ولعل إثباته هنا سهو من النساخ.
(٤) في (ب، ج، هـ): يتكلون.