مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[الجواب]

صفحة 441 - الجزء 1

  من الله لهم، ومن أراد به سوءاً ثبطه وعوقه وخذله وتركه وهواه ووكله إلى نفسه، فوكله إلى الضعف والهوان، والله غالب على أمره.

  تمت مسألته.

[الجواب]

  وأما ما سأل عنه من قول الله سبحانه: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا} فإنا نقول: إن الرعب إنما ألقاه الله جل ثناؤه في قلوبهم نكالاً وانتقاماً منهم على كفرهم وإشراكهم، ألا تسمع كيف فسر آخر الآية أولها، فقال: {بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ} فكذلك الله سبحانه انتقم منهم بما أشركوا وكفروا وخذلهم وتركهم من التسديد والتوفيق، فهلكوا وتلاشوا، وعندوا فضلوا، وهانوا فتفرقوا؛ إذ وكلهم إلى الضعف من أنفسهم وإلى حولهم وقوتهم، فهانوا ورعبوا من القتال ولقاء المؤمنين في تلك الحال، فكان تركه لهم بما قدموا من شركهم رعباً داخلاً في قلوبهم مخامراً لصدورهم.

  وأما ما ذكر من قول الله سبحانه في بني النضير من اليهود: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ ٢}⁣[الحشر]، فكذلك فعل الله بهم، وذلك أنهم كانوا قد هادنوا الرسول # وخضعوا لأهل دعوة الإيمان والإسلام حتى كان يوم الأحزاب فجاءت قريش ومن تحزب معها من العرب من اليمن ومضر، وأمدهم في ذلك يهود خيبر يقاتلون الرسول والمؤمنين مع أعداء الله الفاسقين، فلما أتى يهود خيبر أرسلوا إلى يهود بني النضير فوعدوهم أن يقاتلوا الرسول من ورائه إذا حميت الحرب بينه وبينهم، فنزلت بنو عامر أُحُداً من فوق المؤمنين، ونزلت قريش بطن الوادي من أسفل منهم، وكانت اليهود - يهود خيبر - قبل المسلمين مما يلي الحرة، وبنو النضير من وراء الرسول ÷، وفي ذلك ما يقول الله ø: