مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[الجواب]

صفحة 458 - الجزء 1

  عليهم، فتركوه ولم يتبعوه، ولم يستضيئوا بنوره وناصبوه وعاندوه، لا ما يقول الحسن بن محمد أن الله سبحانه فعل ذلك بهم، وجعلهم عن استماع الحق صماً وعمياً، وعن قبول الصدق حاجزاً، فجهل الفرق بين المثل والفعل.

  وكيف يجعلهم الله كذلك ويخلقهم على ذلك، ثم يرسل إليهم نبيه يدعوهم إلى الهدى ويخرجهم من الحيرة والعمى، وهم عن الخروج ممنوعون، وعن الدخول في الحق مصروفون؟! فالله سبحانه إذاً أرسله يدعوهم إلى الخروج عما فيه أدخلهم، وعليه جل وعز عن ذلك حملهم⁣(⁣١)! فنسبوا في ذلك إلى الله الاستهزاء واللعب والإعماء والجهالة والخطأ والظلم لعباده والفساد في بلاده، كذب القائلون على الله بذلك، وضلوا ضلالاً بعيداً.

  تم جواب مسألته.

[المسألة الحادية والثلاثون: معنى قوله تعالى: {إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا}]

  ثم أتبع ذلك المسألة عن قول الله في الإملاء: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا}⁣[آل عمران: ١٧٨]، فقال: خبرونا عن قول الله: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ١٧٨} فقال: أخبرونا عن هؤلاء، آلله أراد بهم في إملائه لهم ليزدادوا إثماً كما قال؟ فإن قالوا: نعم. نقض ذلك قولهم. وإن قالوا: لا. كذبوا.

  تمت المسألة.

[الجواب]

  وأما ما سأل عنه من قول الله عن أن يحويه قول أو يناله: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ١٧٨} فقال: إن الله أملى لهم ليزدادوا في الكفر به والاجتراء


(١) في (ط): جبلهم.