مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[ورود الأخبار الكاذبة]

صفحة 46 - الجزء 1

  الكلفة في تمييز الأخبار، وامتحان الناقلين، وبحسب ما قامت عليه الحجة كلفه الله الذب عن دينه والقيام بحجته.

  ومن تراخت به الأيام عن لقائهم، وكان في غير أعصارهم، كانت الحجة عليه في معرفتهم والتصديق⁣(⁣١) لما جاءوا به، والديانة لما دعوا إليه - تواتر⁣(⁣٢) الأخبار التي في مثلها يمتنع الكذب، ولا يتهيأ بالاتفاق، ويكون سامعها مضطراً في فطرته إلى أن ناقليها لا يمكن مثلهم الكذب ولا التواطؤ على مقالة، كقوم مختلفي الأجناس متبايني الديار منقطعي الأسباب متفاوتي اللقاء متراخي الأزمنة، ينقلون خبراً واحداً، متسق النظام، محروساً من⁣(⁣٣) الغلط، محصناً من⁣(⁣٤) الوهم، [ولعله يخرج في مال أحدهم وبدنه، لا يعارضهم فيه معارض بتكذيب، قد كاد يكون ولما أن يكون عياناً]⁣(⁣٥).

[ورود الأخبار الكاذبة]

  وقد يجيء بين ذلك أخبار بعضها مستحيل كونه في العقول، ويبعد أن يجيء بمثلها⁣(⁣٦) رسول؛ لما فيها من الكذب والزور، ولن تجيء هذه الأخبار مجيء


(١) في (ب، ج): والقبول.

(٢) في (أ، ب): توالي.

(٣) في (ب، ج): عن.

(٤) في (ب): عن.

(٥) قال في شرح البالغ المدرك لأبي طالب # عند قوله: «ولعله يخرج في مال أحدهم وبدنه ... إلخ» ما لفظه: هذا الكلام فيه تقديم وتأخير وترتيبه: قد كاد يخرج في مال أحدهم وبدنه لا يعارضهم فيه معارض بتكذيب، ولعله أن يكون عياناً. هذا أولى في الكلام وأبلغ في التمام، وأكثر اتساقاً عند النظام الذي أشار إليه هذا الإمام #؛ لأن الراوي العدل يروي الخبر ولو خرج في نفسه وماله وأشفى منه على الهلكة من الظالم وهو قوله #: قد كاد ولما أن يكون عياناً؛ لأن الأخبار المروية عنه ÷ أربعة أقسام ... إلى آخر ما حكاه في الشرح، فليرجع إليه. تمت من هامش نخ (د).

(٦) في (ب، ج): بها.