[الرد على الإمامية الغوية]
= قال: كنت عند أبي محمد # فاستؤذن لرجل من أهل اليمن، فدخل عليه رجل جميل طويل جسيم، فسلم عليه بالولاية فرد عليه بالقبول، وأمره بالجلوس، فجلس إلى جنبي، فقلت في نفسي: ليت شعري من هذا، فقال أبو محمد: هذا من ولد الأعرابية صاحبة الحصاة التي طبع آبائي فيها، ثم قال: هاتها، فأخرج حصاة وفي جانب منها موضع أملس، فأخذها وأخرج خاتمه فطبع فيها فانطبع، وكأني أقرأ الخاتم الساعة: «الحسن بن علي» فقلت لليماني: رأيته قط قبل هذا؟ ... إلخ.
وفي الكافي أيضاً ذكر رواية لأم أسلم:
٥٦ - أم أسلم بأبي أنت وأمي يا رسول الله إني قد قرأت الكتب وعلمت كل نبي ووصي فموسى كان له وصي في حياته ووصي بعد موته، وكذلك عيسى، فمن وصيك يا رسول الله؟ فقال لها: يا أم أسلم، وصيي في حياتي وبعد مماتي واحد، ثم قال لها: يا أم أسلم، من فعل فعلي هذا فهو وصيي ثم ضرب بيده إلى حصاة من الأرض ففركها بأصبعه فجعلها شبه الدقيق ثم عجنها ثم طبعها بخاتمه ثم قال: من فعل فعلي هذا فهو وصيي في حياتي وبعد مماتي، فخرجت من عنده فأتيت أمير المؤمنين # فقلت: بأبي أنت وأمي أنت وصي رسول الله ÷؟ قال: نعم يا أم أسلم، ثم ضرب بيده إلى حصاة ففركها فجعلها كهيئة الدقيق ثم عجنها وختمها بخاتمه ثم قال: يا أم أسلم من فعل فعلي هذا فهو وصيي ... إلخ.
وفي كتاب مقتضب الأثر لابن عياش الجوهري: عن سلمان الفارسي والبراء بن عازب قالا: قالت أم سليم - وبين الحديثين خلاف في الألفاظ وليس في عدد الاثني عشر خلاف إلا أني سقت حديث العامة لما شرطناه في هذا الكتاب - قالت أم سليم: كنت امرأة قد قرأت التوراة والإنجيل، فعرفت أوصياء الأنبياء وأحببت أن أعرف وصي محمد ÷ فلما قدمت ركابنا المدينة أتيت رسول الله ÷ وخلفت الركاب مع الحي، فقلت له: يا رسول الله ما من نبي إلا وكان له خليفتان خليفة يموت قبله وخليفة يبقى بعده، وكان خليفة موسى # في حياته هارون فقبض قبل موسى، ثم كان وصيه بعد موته يوشع بن نون، وكان وصي عيسى في حياته كالب بن يوفنا فتوفي كالب في حياة عيسى ووصيه بعد وفاته شمعون بن حمون الصفا ابن عمة مريم، وقد نظرت في الكتب الأولى فما وجدت لك إلا وصياً واحداً في حياتك وبعد وفاتك، فبين لي بنفسي أنت يا رسول الله من وصيك؟ فقال رسول الله: إن لي وصياً واحداً في حياتي وبعد وفاتي، قلت له: من هو؟ فقال: ائتيني بحصاة، فرفعت إليه حصاة من الأرض فوضعها بين كفيه ثم فركها بيده كسحيق الدقيق، ثم عجنها فجعلها ياقوتة حمراء ختمها بخاتمه، فبدا النقش فيها للناظرين، ثم أعطانيها وقال: يا أم سليم من استطاع مثل هذا فهو وصي، قالت: ثم قال لي: يا أم سليم وصيي من يستغني بنفسه في جميع حالاته كما أنا مستغن، فنظرت إلى رسول الله ÷ وقد ضرب بيده اليمنى إلى السقف وبيده اليسرى إلى الأرض قائماً لا ينحني في حالة واحدة إلى الأرض ولا يرفع نفسه بطرف قدميه، قالت: فخرجت فرأيت سلمان يكنف علياً ويلوذ بعقوته =