كتاب فيه معرفة الله ø
كتاب فيه معرفة الله ø(١)
  من العدل والتوحيد وتصديق الوعد والوعيد وإثبات النبوة والإمامة في النبي وآله $
  رواية الإمام المرتضى لدين الله عن أبيه الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين À أجمعين
  
  قال الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ابن رسول الله ~ وعلى آبائه الطاهرين وسلامه:
[أول ما يجب على العبد معرفته من توحيد الله وعدله]
  أول ما يجب على العبد أن يعلم أن الله واحد أحد، صمد فرد، ليس له شبيه ولا نظير، ولا عديل، ولا تدركه الأبصار في الدنيا ولا في الآخرة، وذلك أن [كل(٢)] ما وقع عليه البصر فمحدود ضعيف، محويٌّ محاط به، له كل وبعض، وفوق وتحت، ويمين وشمال، وأمام وخلف، وأن الله لا يوصف بشيء من ذلك، وهكذا قال لا شريك له: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ١٠٣}[الأنعام]، وقال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١ اللَّهُ الصَّمَدُ ٢ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ٣ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}[الإخلاص]، والكفو: فهو المثل والنظير والشبيه، والله سبحانه ليس كمثله شيء، وقال: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}[الحديد: ٤]، وقال: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ١٦}[ق]، وقال: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا}[المجادلة: ٧]، وقال: {وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ ٧}[الأعراف: ٧].
  يعني في جميع ذلك أن علمه محيط بهم، لا أنه داخل في شيء من الأشياء
(١) هذا الكتاب غير موجود في (أ، د).
(٢) زيادة من (ب).