[قصة داود عليه الصلاة والسلام]
  رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ٥١} فيما تبرأ منه وأنكره: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ٥٢ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ٥٣}[يوسف]، فهذا ما كان من خبره #.
[قصة داود عليه الصلاة والسلام]
  وسألته عن قول الله سبحانه: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ٢١}[ص]، إلى قوله: {وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ٢٤}[ص].
  فقال: هذا خبر من الله سبحانه عما نبه به نبيئه داود صلى الله عليه على أمنيته من نكاح امرأة أوريا، وذلك أنه لما سمع الطير أشرف به الطير على رأس جدار فأشرف داود ينظر أين توجه الطير فوقعت عينه على امرأة أوريا وهي حاسر، فرأى من جمالها ما رغبه فيها، فقال: لوددت أن هذه في نسائي، ولم يكن منه غير هذا التمني، وكل ما يروى عليه من سوى ذلك فهو باطل كذب.
  فلما أن تمناها نبهه الله وعاتبه في السر، وقد أعطاه أكثر من حاجته، فبعث إليه ملكين، فتمثلا في صورة آدميين، فتسورا عليه من المحراب وهو يصلي، فدخلا عليه ففزع منهما، وظن أنها داهية قد دهته، وعدو قد هجم عليه في محرابه في وقت خلوته فقالا له: {لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ ٢٢}[ص]، يريد: أن لا تشطط أي: لا تمل مع أحدنا، فتشطط على الآخر. ومعنى «تشطط»: فهو تشدد على أحدنا في غير حق. «سواء الصراط»(١): فهو معتدله ومستقيمه ووسطه وقيمه. والصراط: فهو طريق الحق هاهنا وأوضحه.
  وكان لداود صلى الله عليه تسع وتسعون منكحاً من الحراير والإماء، وكان
(١) في (أ، ج، د) (سوي الصراط). وفي (ب): (سواء الصراط) وسواء الصراط فهو ... إلخ.