مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[معنى قوله تعالى: {والله خلقكم وما تعملون}]

صفحة 536 - الجزء 1

  ومنها: الكلام الذي سمعه من الشجرة.

  ومنها: الكلام الذي سمعه من النار. قلت: وما سمع منها؟

  قال: قول الله في كتابه: {فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٨}⁣[طه].

  قلت: فما معنى قوله: {أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا

  قال: أما قوله: {مَنْ فِي النَّارِ} فإنما أراد بذلك ما سمع من الكلام في النار. وأما قوله: {وَمَنْ حَوْلَهَا} فهو من حضر من الملائكة حول النار.

  ومنها: الحجر التي كان يحملها على حماره من مكان إلى مكان، وكانت حجراً ململمة لا صدع فيها، فكان إذا احتاج إلى الماء ضربها بالعصا فانبجست بالعيون، ثم يدفنها فيخرج الماء من كل جانب منها، فإذا استغنى هو وأصحابه أخرجها فرجعت على حالتها أولاً، ثم حملها معه.

  ومنها: البحر الذي ضربه بالعصا فانفلق حتى سار في وسطه هو وأصحابه بأمر الله سبحانه حتى خرج آخر أصحابه ودخل آخر أصحاب فرعون تباعاً لموسى وقومه، فأغرق الله فرعون وقومه ونجى نبيه # والمؤمنين.

  ومنها: طور سيناء.

  وقد قيل والله أعلم: إن من الآيات التي آتاه الله الجراد والقمل والضفادع والدم، ولا ندري ما صحة ذلك، غير أن الصحيح ما ذكرت لك أولاً وهو بيِّن نيِّر.

[معنى قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}]

  وسألته عن قول الله سبحانه: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ٩٦}⁣[الصافات]؟

  قال: الذي عنى بذلك سبحانه فهي الحجارة التي ينحتونها أصناماً ويعملونها لهم آلهة، وما أشبه ذلك من الأنصاب التي يعبدونها، فهذا معنى: {وَمَا تَعْمَلُونَ ٩٦} فالله خلقهم ومفعولهم، ولم يخلق سبحانه فعلهم، والمفعول فهو الصنم الذي ينحتونه من الحجارة، وفعلهم فهو: الحركة التي كانت منهم من