مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[الرجل لا يستطيع الهجرة مخافة التلف]

صفحة 540 - الجزء 1

  وأوجب له الطاعة على أهلها، فقد آتاه الملك حقاً، أولئك هم السابقون بالخيرات À، ومن لم يحكم له بشيء من ذلك، ولم يجزه⁣(⁣١) له ولم يطلق يده ولم يوجب له الطاعة على أحد من خلقه فقد نزع الله ملك أرضه منه وابعده عنه أولئك أعداؤه وجبابرة أرضه الحاكمون بغير حكمه، المغتصبون لما جعل سبحانه لأوليائه - المنفذين لما حكم به في خلقه وبلاده - أولئك يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً، فسبحان من لم يقض بشيء من ذلك لأعدائه ولم يؤثر غير أوليائه، وفي نفي الحكم منه لشيء⁣(⁣٢) من ذلك لأعدائه ما يقول لنبيئه إبراهيم #: {لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ١٢٤}⁣[البقرة]، والعهد: فهو العقد بالإمامة والحكم لهم بالطاعة. ومعنى: {لَا يَنَالُ عَهْدِي} فهو لا يبلغهم ولا يجيزهم.

  وروي عن النبي ÷ أنه قال: «اللوح علم الله، وكرسيه علمه، اللوح علم الله الذي وسع كل شيء ما كان⁣(⁣٣) أو سيكون».

  تم ذلك والحمد لله وحده، وصلاته على رسوله سيدنا محمد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَسَلَّمَ.


(١) في (د): يجز.

(٢) في (ب، هـ): بشيء.

(٣) في (ج): مما كان.