مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[حفظ الله لكتابه]

صفحة 546 - الجزء 1

  نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ٩}⁣[الحجر]، فأخبر أنه لما نزل من الذكر حافظ، ولم يلفظ بغير الحفظ فيه لافظ، إلا عمٍ جاهل، وعن الرشد والحق زائل، ولقول الله مبطل معاند، ولما ذكر - الله من حفظه له جاحد، وفي ذلك ما حدثني أبي عن أبيه أنه قال: «قرأت مصحف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضوان الله عليه عند عجوز⁣(⁣١) مسنة من ولد الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، فوجدته مكتوباً أجزاء بخطوط مختلفة وفي أسفل جزء منها مكتوب: وكتب علي بن أبي طالب، وفي أسفل آخر: وكتب عمار بن ياسر، وفي آخر: وكتب المقداد، وفي آخر: وكتب سلمان الفارسي، وفي آخر: وكتب أبو ذر الغفاري، كأنهم تعاونوا على كتابته».

  قال جدي القاسم بن إبراهيم ~: فقرأته فإذا هو هذا القرآن الذي في أيدي الناس حرفاً حرفاً، لا يزيد حرفاً ولا ينقص حرفاً، غير أن مكان: {قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ}⁣[التوبة: ١٢٣] {اقتلوا الذين يلونكم من الكفار}، وقرأت فيه المعوذتين».

  قال يحيى بن الحسين ~: ومن الحجة في حفظ القرآن وإبطال ما يقال به من ذهابه وافتراقه وزواله ونقصانه قول رسول الله ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»، فأخبر صلى الله عليه أن الله ø نبأه بثباتهما وبأنهما حجة منه على خلقه باقية في أرضه إلى يوم حشر العالمين، والحمد لله أولاً وآخراً، وصلى الله على محمد وآله وسلم.

  تم ذلك.


(١) في هامش (ب): هي الشريفة نفيسة بنت الحسين بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب $.