مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

كتاب تفسير معاني السنة والرد على من زعم أنها من رسول الله ÷

صفحة 549 - الجزء 1

  الْعَظِيمُ ١١١}⁣[التوبة]، ثم قال تبارك وتعالى فيما يذكر من تعظيم ما ذكرنا من الجهاد الكريم: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ٩٥ دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ٩٦}⁣[النساء]، ثم قال سبحانه فيما أمر به عباده من النفير في سبيله والإحياء لشرائع دينه: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٤١}⁣[التوبة]، ثم قال تخويفاً للقاعدين وإعذاراً وإنذاراً للمتربصين واحتجاجاً على المتخلفين عن واجب ما أوجب أحكم الحاكمين، وتبييناً لفضل المنابذين لمن نابذ شرائع الدين، وجهد في إبطال الحق واليقين، وكان ضداً مدافعاً للحق، وكهفاً وسنداً للفسق: {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٣٩}⁣[التوبة].

  ثم ذكر سبحانه فذم ذا التَّعِلّات وأهل التأويلات الباطلات، فأخبر أنه لا عذر لهم فيما به يعتذرون، ولا حجة لهم فيما فيه يتأولون من التعلق بالشبهات والتسبب لمنال الفكاهات، والتلذذ بمقارنة⁣(⁣١) الأولاد والزوجات، وجمع⁣(⁣٢) الأموال من التجارات، فقال سبحانه تحذيراً لهم وتنبيهاً عن وسنتهم، وتيقيظاً لهم من رقدتهم: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ


(١) في (ب، هـ): بمقاربة.

(٢) في (أ، ب، هـ): وجميع.