[من الاحتجاج على أن السنة بوحي الله]
  لها النقصان ولا الزيادة فيه، فهو من الله سبحانه لا منه ÷، لم يزد رسول الله # فيما أمر به، ولم ينقص منه، بل أدى الأمانة والنصيحة فيه صلوات الله وبركاته عليه وعلى آله.
  فمن قال: إن شيئاً من هذه المحظورات(١) من المحرمات والمحللات كان من رسول الله ÷ سنة ابتدعها لم تُبيَّن ولم تشرح [ولم تشرع](٢) فقد جهّل رسول الله ÷، وجهّل في قوله بذلك الله ø، سبحانه عن ذلك وتعالى علواً كبيراً أن يكون كذلك، أو أن يكل نبيه # إلى نفسه أو أن يجعل إليه شيئاً من فرض دينه حتى يفرضه دونه.
  ومعنى قول القائل: «سَنَّهُ» فإنما هو: بيَّنَه وأظهره وذكره عن الله وشرعه، وبينه عنه سبحانه وأعلنه، لا أنه اقترحه ولا اخترعه.
[من الاحتجاج على أن السنة بوحي الله]
  ومن الحجة في ذلك أن يقال لمن قال أو ظن هذا القبيح من الظن: خبرنا عن دين الإسلام وأحكامه وما جعل الله تبارك وتعالى فيه من نوره وبرهانه وما اختار فيه سبحانه لنبيه ÷ هل كان عند الله معلوماً، ومن قبل خلق الدنيا في علمه تبارك وتعالى مفهوماً، لا يزل عنه منه صغير، ولا يغيب عنه طول الدهر منه كبير؟
  فلا يجد بداً من أن يقول: نعم، قد كان دين الإسلام وشرائعه وما جعل الله تبارك وتعالى فيه من فروضه وحدوده عند الله سبحانه معلوماً، لم تزد بعثة محمد ولا إيجاده في حدود الإسلام وما علمه الله من فرائض دين محمد # شيئاً، بل جاءت وكانت وافترضت وبانت بعد بعثة محمد على الأصل الذي كان عند الله معلوماً، الذي اختاره على الأديان كلها لنبيه ÷ ولأمته؟
(١) في هامش (أ): المحصورات. وكأنه الأنسب.
(٢) زيادة من (ب، هـ).