[السبب في عدم افتراق آل محمد وعدم ضلالهم]
  وموضع الطهر والرضا، الوافين(١) إن وعدوا، والصادقين إن نطقوا، والعادلين إن حكموا.
[السبب في عدم افتراق آل محمد وعدم ضلالهم]
  فإن قال السائل عن الخِلْفَة المتكلم في الفرقة: أفتقولون إنهم لو قصدوا هذا المعدن في علمهم، واقتبسوا منه في حلالهم وحرامهم - لم يضلوا ولم يفترقوا ولم يقع اختلاف بينهم فيما به تكلموا؟
  قيل له: نعم، كذلك نقول، وإليه معنانا يؤول.
  فإن قال: فكيف لا تقع الفرقة ولا تكون بين أولئك À خلفة؟
  قيل له: لأنهم أخذوا علمهم من الكتاب والسنة، فلم يحتاجوا إلى إحداث رأي ولا بدعة، تكلموا بالكتاب الناطق، واعتمدوا على الوحي الصادق، فكان الكتاب والسنة لهم إماماً يحتذون حذوه، ويقتدون في الأمور قدوه، فثبتت بذلك لهم الألفة، وزالت عنهم الفرقة.
[الأصول التي يجب معرفتها ليكون القياس صحيحاً]
  فإن قال السائل: فخبرونا فيما عنه نسألكم، وأنبئونا عما نسمع من قولكم أتقولون: إن جميع ما يدور بين الناس من الحلال والحرام، وما يرد من أحكام هذه الأمة على الحكام، وما يجري بينها من القضايا والأحكام، في قليل القضاء وكثيره وقديمه وحديثه وصغيره وكبيره، هو كله في الكتاب موجود، وفي قلوب الحكام من آل رسول الله ÷ ثابت غير مفقود، فكل ما ورد عليهم سبب من الأسباب وجدوه عند وروده مبيناً في الكتاب، وكان في صدورهم محفوظاً موجوداً معلوماً مصححاًً؟
  قيل للسائل عن ذلك: إن الأصول كلها والفروع المحتاج إليها في الكتاب والسنة؛ فإذا علم العالم ذلك، وأتى على معرفته، وعرف مجمله ومحكمه، وفروعه
(١) في (ب، هـ): الموفين.