[صحة قياس أئمة أهل البيت $ لأنهم أعلم الخلق بالكتاب والسنة]
  والمقربون للمؤمنين، والمباعدون للعاصين، ثمال(١) كل ثمال، وتمام كل حال، الوسيلة إلى الجنان، والسبب إلى الرضا من الله والرضوان، بذلوا أنفسهم للرحمن، وأحيوا شرائع الدين والإيمان، لم يهنوا ولم يفتروا، ولم يقصروا في طلب ثأر الإسلام ولم يغفلوا، نصحوا المسلمين، وأحبوا المؤمنين، وقتلوا الفاسقين، ونابذوا العاصين، وبينوا حجج رب العالمين على جميع المربوبين، {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ٤٢}[الأنفال].
  عملوا فَجُوزُوا، ونصحوا فقُبلوا، وتقربوا من الله فقُربوا، وأخلصوا لله سبحانه الديانة فأخلص لهم المحبة، طلبوا منه التوفيق فوفقهم، وسألوه التسديد فسددهم، وقاموا له بأمره فأرشدهم، واهتدوا إلى قبول أمره فزادهم هدى، وضاعف لهم كل خير وتقوى، كما قال ﷻ عن أن يحويه قول أو يناله: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ١٧}[محمد].
  قصدوا الحق فأُرشدوا له، وائتموا بالصدق فعملوا به، فوجبت لهم حقائق التوفيق، ونالتهم من الله موقظات التحقيق، وقصدتهم منه سبحانه قواصد النعمة، وشملتهم بفضله سبحانه شوامل الحكمة، فنطقوا بالبيان في قولهم، وحكموا بالحق في حكمهم، واهتدوا بالله سبحانه في أمرهم، وثبتوا بزيادة هدى الله على الحق الفاصل، وتناولوا شكائم العلم الفاضل، فنالوا بعطاء الله الأكبر ما لم ينل غيرهم، وقدروا على ما عجز عنه سواهم، فحكموا باختيار الله لهم وتوفيقه، وإرشاده لهم وتسديده في كل نازلة بالصواب، وبعد عنهم فيها كل شك وارتياب، فكان علمهم لما(٢) ذكرنا من اختيار الله لهم واصطفائه إياهم ورضاه باستخلافهم في أرضه واسترعائه لما استرعاهم من بريته - علماً جليلاً، وكان قياسهم قياساً ثابتاً أصيلاً؛ إذ هم وأبوهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَسَلَّمَ أصل كل دين، وعماد
(١) الثمال: الملجأ والمغاث. (معجم وسيط).
(٢) في (ب، هـ): علمهم لكل ما.